وصلتني الدعوة من المكتب التجاري الإيطالي و كانت لفردين لأنهم كانوا عارفين إني متجوزة، و بالتالي الدعوة لي و لروميو.. كانت فرصة إني آخد روميو معايا و اوريه شريحة من الإيطاليين اللي عايشين في تورنتو .. معظمهم أصحاب بيزنس و أخر شياكة..
و قلت لماما على الايفنت ده و شجعتني جدا وقالت لي:” مين عارف.. يمكن يعرضوا عليكي شغل”
و طبعا وجود ماما كان دعم كبير و بسهولة اقدر أنا و روميو نروح حاجة زي كده و نسيبلها البيبي..
وصلتني الدعوة من المكتب التجاري الإيطالي و كانت لفردين لأنهم كانوا عارفين إني متجوزة، و بالتالي الدعوة لي و لروميو.. كانت فرصة إني آخد روميو معايا و اوريه شريحة من الإيطاليين اللي عايشين في تورنتو .. معظمهم أصحاب بيزنس و أخر شياكة..
و قلت لماما على الايفنت ده و شجعتني جدا وقالت لي:” مين عارف.. يمكن يعرضوا عليكي شغل”
و طبعا وجود ماما كان دعم كبير و بسهولة اقدر أنا و روميو نروح حاجة زي كده و نسيبلها البيبي..
و دخلت اوضة ماما اللي فيها كل هدومي و وقفت قدام الدولاب شوية و نقيت فستان لونه أحمر غامق كان شيك جدا و قصته مميزة.. و ظبطت شعري و لبست جزمة كعب عالي و كان واحشني جدا إني أشوف نفسي بالشكل ده خصوصا بعد شهور الحمل و من بعدها الولادة..
و طلعت من الاوضة و أنا بقمة أناقتي استعدادا للمكان اللي رايحينه، أما روميو فكالعادة رفض بشكل قاطع اني البسه على ذوقي و قال لي:
“أنا البس اللي انا عايزة و ألا انتِ شايفاني مش قد المقام”
طبعا سكت و مكانش نافع ارد عليه و أقول له انه لازم يخلي باله بس لان المكان اللي رايحينه الناس اللي هناك كلها كلاس و أخر شياكة..
و ركب دماغه و لبس على مزاجه حتى ما هانش عليه يكوي الهدوم، و مرضيش يلبس جزمه كلاسيك و طبعا ما سألنيش عن رأيي، لكن جالي قبل ما ننزل و قال لي:
“مش عاجبني لبسك.. انتِ عايزة تباني انك أشيك و أعلى مني”
كنت مش عارفة ارضيه أبدا و لا فاهمه هو عايز إيه و سألته بمنتهى الهدوء و قلت له:
“طيب عايزني البس إيه؟”
قالي:” بنطلون جينز و تيشرت”
قلت له:” أنا آسفه مش هينفع”
و مشينا و أنا عارفة ومتأكدة إن اليوم هيعدى بخناقة كبيرة، و فعلا ده اللي هيحصل..
و وصلنا المطعم الشيك جدا و اللي كان دورين و في وسط البلد و لقيت الإيطاليين اللي كنت متعودة عليهم.. شياكة، و ذوق، و احترام.. و أول ما شافوني زمايلي رحبوا بي جدا و استقبلوني استقبال و لا كأني أهم شخصية في الحفلة..
كانت أول مره يشوفوا روميو على الحقيقة.. و حسيتهم تفاجأوا من طريقته، و حتى أسلوب الكلام اللي كان مختلف تماما عنهم..
و قربت مني زميلتي اللي كنت اتعرفت عليها من أيام دبي و قالت لي:
“اخبار البيبي ايه؟”
قلت لها:” كويس سيبته مع ماما”
قالت لي:” طيب اسمعي.. إحنا عندنا عقد قصير المدة لمدة 3 شهور في المكتب.. إيه رأيك تيجي تشتغلي معانا؟ أنا عارفة إن كان نفسك من زمان تكوني معانا”
و حاولت افكر في العرض بس لقيت الموضوع مش هينفع خالص لكذا سبب.. السبب الأول إني في أجازة الأمومة و الولد لسه قدامه وقت علشان الاقيله حضانة.. و الحاجة الثانية و الأهم إن فلوس المكتب هتكون قريبة جدا من الفلوس اللي باخدها من التأمينات وأنا قاعدة براعي البيبي.. حسيت إن العرض توقيته مش مناسب بالمرة، لكن ممكن أشوف معاهم حاجة قرب ما تنتهي إجازة الأمومة بتاعتي.. و شرحت لها كل النقاط دي و تفهمتها تماما و قالت لي:
“صح معاكي حق.. عموما الجايات أكتر من الرايحات”
الحلو في الموضوع إني في دماغهم، و إن ممكن تطلع فرصة قريبة و كان عندي إحساس إني خلاص مش هطلع أبدا من أجازة الأمومة على شركة التأمين أبدا..
و فضلنا شوية في المكان و كنت بحاول اتعرف على اكبر عدد ممكن من الناس بما فيهم صاحب المطعم..كان أسلوبي، و ثقتي بنفسي اهم الأدوات اللي بستخدمها في النوع ده من التجمعات..
أما روميو مكانش مبسوط مني أبدا و كان حاسس إني مش مهتمة به و تفكيري كله منصب على (الأبيريتيفو) و اللي غالبا بيكون تجمع بعد مواعيد العمل الرسمية و بيكون أحيانا كاجوال بين الأصدقاء، و احيانا ايفنت منظم زي ماكان منظمه كده المكتب الإيطالي..
و جالي روميو و أنا بتكلم مع الناس و بدأت اعرفه بهم، و أصلا كل ما أدور عليه ألاقيه واقف بعيد عني و زي ما يكون هو اللي بيبعد مش أنا..
و قاطعني و قال لي:
“احنا لازم نمشي.. ورانا بيبي إحنا مش فاضيين نتعرف على الناس”
و احرجني جدا قدام كل الناس.. و قبل ما يعلي صوته علي لأنه بدأ يبصلي شزرا جريت من قدامه، و سيبت المكان كله..
و فضلت ماشية لوحدي و هو ماشي ورايا و كنت متضايقة منه جدا لحد ما حصلني و مسكني من دراعي جامد جدا وقال لي:
“أنا عارف إن هم دول الإيطاليين اللي في دماغك، بس أنا مش منهم .. انتِ فاهمة”
و حاولت اشد دراعي من ايده لكنه كان متبت عليه، واترجيته يسيبني لكن كان مش راضي و هنا دموعي نزلت و قلت له:
“لو ما سبتنيش أنا هصرخ و هلم عليك الناس”
و سابني و بصيت على دراعي لقيته ازرق من ضغطه عليه و كان بيوجعني جدا، و قعدت اجري لحد ما نطيت في أول ترام عدى قدامي و المفارقة إن هو كمان نط في نفس الترام..
كان الترام زحمة جدا و كان هو في أوله و أنا في آخره، لكنه كان بيحاول يوصلي.. و وصللي و إحنا تقريبا عند محطة بيتنا..
و أول ما وصلنا ناحية البيت قلعت الجزمة و قعدت اجري في الشارع حافية علشان اجري بعيد عنه. كان نفسي أوصل قبله و اقفل الباب بالمفتاح و اجري عند ماما احكي لها..
و فعلا عملت كده، بس طبعا هو معاه المفتاح، و فتح و لقاني بعيط و بشتكي لماما اللي وقفت و كانت هتطبق في زمارة رقبته، وهنا حس انه من الأفضل انه ينسحب.. و فعلا نزل و ساب البيت شوية..
قعدت احكي لماما على الموقف فقط و محاولتش احكي عن كل حاجة.. كنت محروقة جدا من فكرة انه مش عايزني ارجع للشغل اللي كنت فيه، ولا أكون مع الناس اللي كنت متعودة عليهم و كان اكتر الناس المؤيدة لشركة التأمين اللي كنت بحس فيها إني بشتغل فيها حاجة بعيدة عن خبرتي و أقل من شهاداتي.. كان عايز يحطم كل آمالي، و طموحاتي، و يبعدني عن كل أحلامي.. كان عايز يغير في طريقة لبسي، و يقلل من ثقتي في نفسي، و يقفل علي و أكون في دايرة مغلقة محورها هو فقط..
و سمعتني للأخر و مرضيتش تزود علي وقالت لي:
“مين عارف يا بنتي يمكن تيجي من عند ربنا و تتسهل كده و تسيبوا بعض”
كانت دعوة ماما إننا نسيب بعض دعوة خير مش شر لأن العيشة معاه مش هتخليني أتقدم أبدا، بل بالعكس هترجعنى وراء كتير جدا..
و رجع و حاول يصالحني بس أنا كنت شايلة منه جدا و قضيت الليلة دي مع ماما و البيبى و سيبناله الاوضة الكبيرة له هو لوحده..
و تاني يوم لقيت مكالمة جايالي من مؤسسة (سان استفان) انه اتحددلي ميعاد تاني علشان اروح (فيرنتشر بنك) انقي الحاجات اللي هفرش بها البيت كله.. و فعلا جهزت نفسي إني اروح و كالعادة هروح لوحدي.. يا ترى إيه نظام (فيرنتشر بنك)؟ و إيه الحاجات اللي هجيبها منه؟
المزيد
1