و بدأت ماما تحس إن روميو بيتعامل بطريقة غريبة جدا و بقى يزعق و متنرفز دايما، و هي بقت دايما بتزعقله و تقول لي:
“أنا من هنا ورايح لما اسمعه يزعق هزعق له.. هو كده لازم العين الحمراء”
كانت تبصلي و تقول لي:
“أنا مستغرباكي جدا انك هادية و مسالمة جدا معاه.. انتِ خايفة منه؟ ده لازم العين الحمراء معاه”
كنت برد و أقول لها:
و بدأت ماما تحس إن روميو بيتعامل بطريقة غريبة جدا و بقى يزعق و متنرفز دايما، و هي بقت دايما بتزعقله و تقول لي:
“أنا من هنا ورايح لما اسمعه يزعق هزعق له.. هو كده لازم العين الحمراء”
كانت تبصلي و تقول لي:
“أنا مستغرباكي جدا انك هادية و مسالمة جدا معاه.. انتِ خايفة منه؟ ده لازم العين الحمراء معاه”
كنت برد و أقول لها:
“بس مش ده اللي كنت أتمناه يا ماما.. أنا ما اتجوزتش واحد علشان تكون حياتي معاه حرب، أنا كنت بدور على الأمان و الحب و السلام، و للأسف ملقتهومش و ما قدرتش إني اكون له ند بالند و استسلمت لقدري على أمل انه يتغير، لكن واضح انه مش هيتغير أبدا”
و زي ما يكون قلب روميو جمد جدا لأنه خلاص عمل الكشف الطبي، و أكيد المحامي فهمه إن كلها شهور بسيطة و تطلع له الإقامة..
كانت دايما الفكرة دي في دماغي و بدأت احس انه بيحط شروط جديدة في البيت.. بدأ ت الصورة تكون كاملة و بمجرد ما تطلع الإقامة هيذلني و هو على قناعة إني مش هقدر اسيبه لان بقى في بينا رابط كبير و هو الولد..
كان كمان متضايق جدا من فكرة وجود ماما و كان حاسس إني مسنودة بسببها.. كنت حساه بيعد الأيام لحد ما تمشي، اما انا مكنتش عايزة الأيام تعدي و تمشي و تسيبني..
و في وسط الأجواء الكئيبة دي كانت الميد وايف دائمة الزيارة لي و كانت فاهمة إني مش مبسوطة أبدا بس مش بسبب الولادة، لكن كانت عارفة و متأكدة انه بسبب روميو..
كمان الممرضة اللي كانت بتيجي من عند المركز الصحي كان عندها نفس الملاحظة و كانت بتحاول تفكر معايا نعمل ايه علشان اعدي الأزمة دي!!
أما ماما فحاولت تغير الجو الكئيب على طريقتها … طريقة مصرية جميلة، و استنت لحد ما البيبي تم 7 أيام و قررت تعمل له سبوع صغير على قدنا و عزمنا فيه الميد وايف و الممرضة..
بس قبل السبوع بيوم جت والدة المغربي تهني و تبارك و جابت هدية وصلت كمان هدية من عند ابنها و قالت لنا:
“ابني عايز يجي يبارك لكم بنفسه بس هو محرج جدا، لكن هيحاول يلاقي طريقة انه يجي بعد ما يستأذن من صاحب البيت”
و كنت عارفة و متأكدة إن هتحصل مشكلة لو جه.. و فعلا حصلت..
و عملنا السبوع و لبسنا البيبي طقم جميل و عملت ماما المغات و الكسكسي و باركوا لنا الميدوايف و الممرضة. و اتصورنا كم صورة و كل واحد راح لحال سبيله..
أما روميو فكان عنده تعلق غريب بالولد.. كان طول ما هو في البيت بيفضل شايله و يعمل له أي حاجة و كنت حساه انه بيحبه جدا، لكن في نفس الوقت تعلقه به كان زيادة جدا لدرجة انه كان بيتضايق لو حد شاله و هو قاعد و خصوصا لو ماما..
كانت مشاكلهم كتير و كانوا دايما بيتخانقوا كل واحد بلغته أما انا فمكنتش بتدخل بينهم خالص و بعمل نفسي مش سامعه، و لما ماما تخلص خناق معاه اقعد أتكلم معاها و اهزر أما هو مكننتش بحاول اتكلم معاه علشان ما يتخانقش معايا أنا كمان، و كنت ببعد عن الشر وغنيله..
و فضلنا شوية على كده لحد ما قرر المغربي انه يجيب مرجيحة كبيرة للبيبي و يعديها علينا.. لكن روميو منعه انه يطلع و قال له:
“متشكرين على الهدية لو عايز تسيبها أتفضل سيبها و أنا هطلعها.. مراتي نايمة و البيبي كمان”
والحقيقة إني مكنتش نايمة وكنت مستنياه انا و ماما لانه كان حدد ميعاد، لكن روميو مرضيش يطلعه البيت..
و بدأت احس إن روميو حط المغربي في دائرة لوحدة وقفل عليه، و يبعدني عنه و عن أي حد بيحاول يكون قريب مني أو يساعدني و ده برضه خوفني أكتر..
أما ماما لما عرفت أتضايقت جدا بس طلبت منها إنها ما تتخانقش مع روميو علشان ما يفكرش إن ماما بتحرضني مثلا إني أسيب روميو و أتجوز المغربي.. و هي كل الحكاية انه رجل عربي و عايز يقف جنب واحدة في الغربة..
و هديت ماما و هديت الأوضاع بينها و بين روميو، و عدت الأيام بالشكل ده و روميو كان عامل زي سي السيد و كلمته هي المسموعة و صوته هو المسموع فقط..
لحد ما في يوم كان الجو برد جدا و اتفاجأنا إن صاحب البيت قفل التدفئة المركزية و هنا جالي روميو و قال لي:
“ابعتي لصاحب البيت شوفي القصة دي”
و أنا كالعادة:”حاضر”
و بعت لصاحب البيت اللي قالي:” آه أنا قفلته لان الربيع دخل”
طبعا الرجل بيخرف لان كان الثلج بره البيت كتير جدا و الجو جوه البيت بارد جدا خصوصا علي أنا و البيبي.. و هنا دخلت فورا على موقع البلدية، و رحت للجزء الخاص بالوحدات المستأجرة و طلعت بند خاص بدرجة الحرارة داخل البيوت، و امتى بالظبط بتتقفل الدفايات و طلعت في أول مايو أو الأسبوع الأخير في أبزيل، مش الأسبوع التاني.. يعني لسه قدامنا اسبوعبن..
و بعت لصاحب البيت ايميل بالكلام ده و جالنا بنفسه ظبط كل حاجة و أنا اللي استقبلته، أما روميو فكان فص ملح و داب..
و رجعت التدفئة و ظهر روميو و كل اللي قاله:
“طيب .. كويس”
و فضلنا على الحال ده شوية لحد ما وصلنا يوم 28 أبريل.. اللي المفروض يوم احتفالنا بأول سنة جواز مرت علينا..
و قعدت أراجع في دماغي السنة اللي فاتت دي كلها و حسيت إنها لا يمكن تكون سنة واحدة أبدا.. حسيت إني بقالي على الأقل 10 سنين متجوزة روميو.. يمكن من كتر تعبها، و من قلة الراحة، و عدم الإحساس بالاستقرار والأمان.. و للأسف أحاسيس كتير اتضافت في نهاية السنة الأولى.. منها الخوف، و خيبة الأمل، و عدم السعادة..
و جالي روميو و هو مبدل وشة و قال لي:
“أنا دورت على وردة حمراء بس ما لقتش.. اصل بكره عيد جوازنا .. كل سنة و انتِ طيبة”
كنت مش عارفة ارد خالص و تاه من الكلام لكن بصيت للبيبي و قلت له:
“أنا مش سعيدة يا روميو.. كنت على أمل انك تتغير لما البيبي يجي، ولقيتك أتغيرت للأسوأ …حتى السجاير ما رضتش تبطلها، بل بالعكس بقيت بتشرب أكتر من الأول”
قال لي:” أنا متوتر و خايف من الفشل اعذريني، أما كلامي معاكي بخصوص الفلوس أنا بعتذر عنه.. أنا آسف”
و سمعته و ابتسمت له ابتسامة صفراء، لكن من جوايا قلبي كان قافل بالضبة و المفتاح و مكنش عنده ناحيته أي مشاعر حلوة..
و مسك ايدي و قال لي:
“أنا عايز علاقتي بمامتك تتحسن خصوصا إني مكنتش كويس معاها الفترة اللي فاتت..إيه رأيك لو فكرتيلنا في حاجة كده من أفكارك”
ويمكن دي كانت أكتر حاجة تسعدني و هو طبعا عارف مفاتيحي..
و فعلا فكرت إني اخطط و اخد ماما، و روميو،و البيبي لمكان بالرغم إني لسه والدة لكن كانت صحتي كويسة جدا و تسمح لي إني أخرج و كان بقالى اهو 3 أسابيع.. يعني من وجهة نظري ارتحت تماما..
يا ترى خدت الجروب الحلو ده و رحت بهم فين علشان نحتفل بعيد جوازنا الأول؟
المزيد
1