حجب الدخان والرماد المتصاعد أشعة الشمس فوق ثاني أكبر جزيرة في اليونان وحول لون السماء إلى اللون البرتقالي ، حيث التهم حريق هائل منذ أيام الغابات وأثار المزيد من تنبيهات الإخلاء يوم الأحد ، بينما ناشد السكان مكافحة الحرائق بتقديم مساعدة إضافية
حيث بدأ الحريق في إيفيا ، وهي جزيرة من الجبال والأودية المغطاة بخلجان صغيرة من المياه البلورية في 3 أغسطس الماضي ، وامتد عبر الوجهة الصيفية الشهيرة من الساحل إلى الساحل ، وخرج عن السيطرة لمدة خمسة أيام ، وعلي أثره دُمرت عشرات المنازل والشركات ، وتم إجلاء آلاف السكان والمصطافين
كما يعد الحريق حاليًا الأشد من بين العشرات التي اندلعت في اليونان في أعقاب الموجة الحارة في البلاد منذ ثلاثة عقود ، والتي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية (113 فهرنهايت)
“لقد فات الأوان بالفعل ، فقد تم تدمير المنطقة” ، هذا ما قاله يانيس كونتزياس ، رئيس بلدية شمال إيفيا في إستيايا ، على قناة أوبن تي في اليونانية ، حيث تم حث سكان القرى المجاورة على التوجه إلى إستياتيا ، وهي بلدة يبلغ عدد سكانها 7000 نسمة في شمال إيفيا ، والتي كافح رجال الإطفاء لإنقاذها طوال الليل
كما تم حث القرويين والسكان في ميناء إيديبسوس الرئيسي بشمال إيفيا على إغلاق النوافذ والأبواب والمداخن لمنع الجمر المشتعل من دخول المنازل
ومن جانب أخر قال رئيس الحماية المدنية نيكوس هاردالياس :” إن الظروف على إيفيا كانت قاسية بشكل خاص بالنسبة لطائرات الهليكوبتر وطائرات إسقاط المياه” وأضاف:” إن طياريهم واجهوا خطرا كبيرا مع محدودية الرؤية والاضطرابات الجوية وتيارات الرياح من الحريق”
وللعلم تم استدعاء مسؤولون محليون وسكان في شمال إيفيا برامج إخبارية تلفزيونية يوم السبت وناشدوا المزيد من رجال الإطفاء وطائرات إسقاط المياه
وقالت إدارة الإطفاء :”إن 575 من رجال الإطفاء مع 35 فريقًا أرضيًا و 89 مركبة يكافحون حرائق إيفيا ، من بينهم 112 رومانيًا و 100 من رجال الإطفاء الأوكرانيين أرسلوا إلى اليونان كتعزيزات ، كما قدمت أربع طائرات هليكوبتر وثلاث طائرات ، بما في ذلك طائرة عملاقة من طراز بريف 200 مستأجرة من روسيا ، الدعم الجوي”

وعلي الجانب الأخر اندلعت ثلاثة حرائق كبيرة أخرى يوم الأحد في منطقة بيلوبونيز جنوب اليونان ، اشتعلت هذه النيران في مساحات شاسعة من حديقة وطنية على جبل بارنيثا ، أكبر منطقة غابات متبقية بالقرب من أثينا والتي لا تزال تحمل ندوبًا عميقة من حريق في عام 2007
وقال هاردالياس:” إن إعادة إشعال الحريق شمال أثينا كان مصدر قلق دائم ” ،مضيفا :”أن رجال الإطفاء والجيش يقومون بدوريات طوال الليل لمعالجة الوضع ، كما إن أحد رجال الإطفاء نُقل إلى المستشفى يوم الأحد بعد أن فقد وعيه أثناء دورية ، لم تكن حالته تهدد حياته ”
كما أنه توفي رجل إطفاء متطوع يوم الجمعة بعد إصابته بجروح في الرأس جراء سقوط عمود كهرباء شمال أثينا ، بينما تم علاج ما لا يقل عن 20 شخصًا من إصابات ناجمة عن الحرائق ، من بينهم اثنان من رجال الإطفاء تم نقلهم إلى المستشفى في العناية المركزة
أما عن أسباب الحرائق فهي علي قيد التحقيق ، وتم القبض على ثلاثة أشخاص يوم الجمعة – في منطقة أثينا الكبرى ، وسط وجنوب اليونان – للاشتباه في اندلاع الحرائق
وقالت الشرطة :” إن شخصا آخر ، وهو يوناني يبلغ من العمر 47 عاما ، اعتقل بعد ظهر اليوم السبت في ضاحية بتروبولي بأثينا لإشعال حريقين في بستان وإضرام النار في أربع صناديق قمامة”
وعن دور الدول الأخري فقد أرسلت عشر دول بالفعل أفرادًا ومعدات إطفاء مثل الطائرات إلى اليونان ، بينما ترسل ثماني دول أخرى تعزيزات إضافية
ومن جانب أخر زار رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس مقر إدارة الإطفاء في أثينا يوم السبت وأعرب عن “حزنه العميق” لوفاة رجل الإطفاء المتطوع. ، وزار في وقت لاحق المطار الذي أقلعت منه طائرات الإطفاء ، وشكر الطيارين اليونانيين والفرنسيين
وقال رئيس الوزراء:” إن تأمين المساعدات لجميع المتضررين من حرائق الغابات سيكون أولويتي السياسية الأولى
وأضاف ميتسوتاكيس: “عندما يمر هذا الصيف الكابوسي ، سنوجه كل اهتمامنا لإصلاح الضرر بأسرع ما يمكن ، واستعادة بيئتنا الطبيعية مرة أخرى”

يذكر أنه اندلعت حرائق ضخمة في أنحاء سيبيريا في شمال روسيا منذ أسابيع ، مما أدى إلى إخلاء عشرات القرى يوم السبت ، وإجمالاً تسببت حرائق الغابات في حرق ما يقرب من 15 مليون فدان هذا العام في روسيا ، كما أنه في الولايات المتحدة ، أدى الطقس الحار والجاف والرياح إلى حرائق الغابات المدمرة في ولاية كاليفورنيا
المصدر : سي تي في نيوز