و صحيت الصبح و أنا مقررة قررا انهي به حيرة عقلي و خوف قلبي، و هو إني أعرض على ماما الفكرة و زي ما تيجي تيجي..
و فعلا بعتلها و أنا حاطة أيدي على قلبي من الرد، و بعتت الرد و قالتلي:
و صحيت الصبح و أنا مقررة قررا انهي به حيرة عقلي و خوف قلبي، و هو إني أعرض على ماما الفكرة و زي ما تيجي تيجي..
و فعلا بعتلها و أنا حاطة أيدي على قلبي من الرد، و بعتت الرد و قالتلي:
“ دي حاجة تسعدني جدا أكون جنبك في وقت زي ده و أنا كنت هعرض عليكي الفكرة، بس قولت استنى شوية و أديكي سبقتي”
كنت طايرة من السعادة من رد ماما و حسيت قد إيه إن الواحد ساعات خوفه و عدم مواجهته له ممكن يمنعه أو يوقفه عن حاجات كتير، لكن دي حاجة أنا تخطيتها من زمان..
و بدأت أتكلم و أنا كلي نشاط وطاقة و أمل و قولت لماما:
“طيب تمام جدا يا ماما، لو كده ممكن تيجي على أول مارس لأن الجو البارد هيتعبك و مارس لسه هيكون فيه البرد، بس مش زي الشهور اللي قبله”
و بدأت افتح موقع الهجرة و الجنسية و أشوف إيه كل الأوراق المطلوبة من الشخص اللي هيقوم بالدعوة، و الأوراق المطلوبة من ماما كزائرة..
طبعا لقيت أوراق و طلبات كتير، بس علشان ما اصعبش على نفسي الحكاية.. قسمت الأوراق لقسمين- الجزء الخاص بي، و الجزء الخاص بماما..
و بدأت أشوف الجزء الخاص بي و كان:
1- جواب من جهة العمل عندي تثبت فترة تعييني في الوظيفة و دخلي
2- عقد إيجار البيت اللي أنا ساكنة فيه
3- حساب البنك الخاص بي اللي بيوضح دخول مرتب ثابت، و إني ما بستلمش أي إعانات حكومية(شرط مهم جدا)
4- أخر ملف ضريبي كان عندي.. و بالفعل كان عندي ملف تقييم الضرائب عن سنة ،2016 حتى و لو كانت نص سنة فقط بس طلع لي إقرار عنها.
5- خطاب الدعوة و يكون فيه سبب من وجهة نظري لتوضيح الغرض من زيارة أمي، و طبعا ركزت على إني حامل و أرفقت بالخطاب خطاب تاني من الدكتورة المتخصصة
6- شهادة ميلادي مترجمة علشان تثبت صلة القرابة و إنها أمي
7- صورة من بطاقة الإقامة الدائمة الخاصة بي
و بكده أوراقي جهزت، لكن جه الدور على أوراق ماما، و كمان الاستمارات اللي أنا هعبيها نيابة عنها، و اللي فيها بيانات و معلومات كتير جدا جدا..
كان أهم حاجة إن ماما تحضر الأوراق دي و ترجمها الأول و هي:
1- جواب من جهة المعاشات تفيد معاشها و تاريخ التحاقها بالهيئة
2- إقرار من أخويا يثبت إنها عايشة معاهم في بيت ملك و مش إيجار مع إرفاق عقد ملكية الشقة اللي بأسم أخويا
3- كشف حسابها في البنك و اللي يبين انه فيه على الأقل اللي يكفيها خلال فترة ال 3 شهور زيارة اللي هي مقدمة عليهم و متوسطه 3 الآف دولار كندي
4- صور التأشيرات اللي كانت واخداها قبل كده، و صورة الباسبور.
و عقبال ما ماما تخلص الورق ده، بدأت أقعد معاها هي و مرات أخويا يوميا عن طريق سكايب، و اجمع منها كل بيانات الاستمارات الكتير اللي مليتها بالنيابة عنها، و اللي فيها كل شيء خاص بتعليمها و أماكن سكنها من و هي شابة، وأماكن شغلها لحد ما طلعت على المعاش، و بيانات عن أخواتها و عيلتها كلها..
طبعا موضوع كبير و أوراقه كتير و مكلف شوية لأن الأوراق معظمها بتترجم، و ماما دفعت كل الجزء اللي عندها و أنا دفعت اللي عندي و اخويا ساهم بمساهمة كبيرة و هو انه يدفع لها ثمن الفيزة لما يتحدد لها ميعاد في الفيزا سنتر في القاهرة، و كمان يدفع جزء كبير من ثمن تذكرة الطيارة علشان تجيلي، لان طبعا أنا و روميو ماشيين جنب الحيط و معندناش أي فلوس زيادة..
و أنجزت كل أوراقي، و فضل لماما الوقت اللي هتخلص فيه الأوراق المطلوبة و اللي طبعا ممكن ياخد شهور في مصر لان في معاملات مع المصالح الحكومية خصوصا هيئة المعاشات.. و اتفقنا إن اهم حاجة إنها تقدم قبل نهاية السنة، علشان لو قررت إن اقعد بدري من الشغل و لا حاجة و طلبوا مني أوراق زيادة من الشغل اقدر أجيبها و متكونش فيه أي عطلة..
و رجوعا لأوراق روميو فقدمنا أوراق الفيش و التشبية بتاعته، و كلمنا المحامي بعدها و قالنا:
“خلاص كده تمام.. استنوا بقى لحد ما يراجعوا كل حاجة و من التاريخ ده احسبوا 6 شهور.”
و فعلا إحنا كنا في نهاية سبتمبر 2017، و هتبعتلنا الهجرة في نهاية مارس 2018 علشان أخر خطوة في طلب إقامة روميو..
كنت حاسة إني مبسوطة بشكل كبير، و حاجات كتير قربت تحصل هتغير من حياتي الرتيبة: منها إن ماما قربت تيجي، و إن في بيبي جاي يملى علينا حياتنا أنا و روميو، و إن روميو قربت تخلص إجراءات إقامته، ووضعه هيتحسن و يشيل عني، بدل ما أنا اللي شايلة 90% من المسؤولية على كتافي..
أما الشغل، فكان أسوأ شيء في الفترة دي، و مكانش حد بيراعي أبدا إني بدأت اتعب شوية بسبب الحمل، و كان كلامهم كله على إن الستات بتفضل تروح الشغل لحد أخر يوم قبل ما تولد و بعدين ياخدوا أجازة الأمومة..
و كالعادة فضلوا دايما واقفينلي على الواحدة، خصوصا العصابة المكونة من الكاريبية و الهندية، أما الصينية فبدأت تكون أحسن معايا من الأول و كانت بتتعاطف معايا جدا لأني حامل و ابسط شيء كانت تقولي:” لما تروحي الحمام عرفيني علشان اغطي مكانك و محدش يحس انك قومتي”
كنت بحس إني مستعبدة في المكان ده، و حتى فكرة إن الواحد يكون في الحمام و يحط على الملأ على نظام بيبين الموظف فيه انه في الحمام شيء مستفز و حقير جدا..
و لأن مفيش حاجة وحشة و لا سيئة للأخر، فكانت الكرواتية في الوقت ده قريبة مني جدا و دايما تسأل على.أما المشرف فحاول انه يساعدني شوية في موضوع المواصلات اللي بقى اصبح خارج عن السيطرة خصوصا إن الفترة دي خط المترو الأصفر اللي كنت باخده كله يوم بقى بيتعطل بشكل مبالغ فيه، و ساعات كتير يقف في نص الطريق و ينزل الناس و هنا عيني ما تشوف إلا النور.. اقف في طابور ما لوش أخر علشان أحاول اركب أوتوبيس يكمل طريق المترو، بس فشر النقل العام في مصر، و طبعا بكون واقفة و الناس بتبقى فوق بعض و كانت مهزلة من العيار الثقيل، و فضلت تتكرر في الوقت ده أكتر من مره..
و هنا عرض علي المشرف عرض انه على الأقل و إحنا راجعين يوصلني لحد محطة المترو، و بكده يوفر معايا 45 دقيقة أنا برضه أولى بهم و كفاية العذاب اللي بشوفه الصبح!
كنت بصبر نفسي على قد ما اقدر، بس حقيقي كنت عايزة اعرف هو أنا لازم اقعد لحد أخر يوم، و لا ممكن أخد أجازة الأمومة قبل كده!
كمان لما رحت تاني مرة للدكتورة علشان تسمع دقات قلب البيبي لقيتها بكل برود بتقولي:” أنا سامعه دقات خفيفة مش عارفة. خلينا نصبر و نعمل أشعة فوق صوتية قريب”
و كعادتها قبل ما أتكلم معاها و لا اسألها، كانت بتنهي المقابلة بحجة إن عندها كشف تاني.. و امشي من غير ما أتكلم معاها أي كلمة..
بدأت تكون الدكتورة دي من عوامل الضغط علي، خصوصا إنها مصدري الطبي الوحيد، و لكن ماكنش عندها أي أسلوب، ولا قلب، و افتكرت زميلتي الفرنسية الكندية، و رحت كلمتها و قولتلها:
“اسمعي أنا عايزة أغير الدكتورة بتاعتي دي .. ينفع؟”
قالتلي:” ليه؟”
قولتلها:” باردة، و معندهاش قلب، و لا مشاعر .. ما بتسمعنيش، ولا بتديني حقي في الكشف..”
قالتلي:” معظم الدكاترة بيكونوا كده.. أنا هشور عليكي بحاجة تانية خالص”
يا ترى شارت علي بإيه؟
المزيد
1