الحلقة الخامسة .. لوله لاونج

كان تاريخ 4 يوليو 2017 تاريخ إتمام أول سنة لي لدراسة اللغة الفرنسية في المدرسة الفرنسية(بوريال).
و قررت المدرسة و كل الطلبة انهم يحتفلوا بانتهاء العام الدراسي الأول عن طريق حاجتين:
الأولى:إننا نروح مكان اسمه (Lola’s Lounge) علشان نسهر فيه كلنا مع بعض
الثانية:نتغدى أخر يوم الدرس في مطعم قريب من المدرسة..
و حددنا ميعاد الغداء الأول واتغدينا و كان يوم جميل. أما السهرة فاقترحوا إن كل واحد يجيب شريكه معاه أيا كان الشريك: زوج-زوجة-خطيب- بوي فريند.
رحت قولت لروميو خصوصا إن معظم زمايلي من المدرسة الفرنسية كانوا متحمسين جدا إنهم يقابلوه، باعتبار إني أتجوزت قريب و كنت بحيكلهم عن استعدادات الجواز المصري و ورتهم الصور كمان…
و كان رد روميو:” أنا بصراحة ماليش في جو السهر والناس الكتير. روحي انت و سيبيني أنا في البيت”
بصراحة ألحيت عليه جدا لحد ما وافق، و كان تاني يوم على طول، و كان يوم أجازتنا و لبست و هو كمان لبس بس قبل ما ننزل عمل حركة غريبة و بدأ يصرخ و يقول:
“أه يا بطني .. بطني بتتقطع، أنا تعبان يا روزة شكلي واخد برد في معدتي. روحي انت و أتبسطي و خليني أنا في البيت”
طبعا عرضت إني اقعد جنبه بس هو قالي :” لا روحي أنا هبقى كويس”
و رحت بس كنت متأكدة إنها حركة منه وخلاص علشان ما ييجيش معايا وكنت الوحيدة اللي رحت لوحدي!
و كانت سهرة حلوة جدا، وكان فيها وقت إن كل الناس تقدر تقوم ترقص (سالسا) مع بعض و أنا وقتها رقصت كده أي حاجة و خلاص مع زميلاتي. و المكان بصفة عامة كان شيك و مبهج إلى حد كبير..
لما رجعت البيت لقيت روميو عينه مفنجلة ووشه مش باين عليه أي تعب و سألني:” اتبسطي يا روزة؟”
قولتله:” آه أتبسطت”
بس بصراحة كنت متضايقة منه لكن ما قولتش ولا حتى حاولت أبينله علشان ما يقولش علي نكدية..
و تزامنا مع الوقت ده كنت بكمل دروس السواقة، و اللي كان المدرب المتحرش في نفسه بيحاول يقنعني قد إيه إني لازم أخد عدد حصص مش اقل من 10 علشان اعدي الامتحان. و اتفقنا إني احجز الامتحان يوم 28 يوليو 2017 و تكون الرخصة الكاملة مش حتى (G2) لا (Full G) مرة واحدة و دي أعلى درجة في رخص السواقة..
و شغلي كان ماشي بنفس المنوال رباطية الملكة، ووصيفاتها اللي واقفينلي على الواحدة، ومشرفي اللي بيحاول يتجنب أي مشاكل و دايما ماشي جنب الحيط، وشغلي نفسه اللي كنت بحاول اثبت نفسي فيه بقدر الإمكان حتى و أنا مش مبسوطة فيه و لا مستريحة لحد ما جالي المشرف و قالي:
“على فكرة وصلت كروت التأمين الخاصة بك انتي و جوزك علشان انت اتثبتي في الشركة و أتفضلي أهي”
بصراحة التأمين الخاص كان ممتاز، و كان ميزة كبيرة من مميزات الشغل، و كان فيه حاجات لا يمكن أتصورها!
و في نفس التوقيت يتزامن مع تقييم الشغل لي أنا و الكرواتية و الإيطالي. و يتم رفض الإيطالي لان شغله كان اقلنا. و بكده القسم صفى علي أنا و الكرواتية بعد ما كنا 4 فيه في يوم من الأيام.

ده زود جدا عبء الشغل علي أنا وهي، واللي حقيقي بقت علاقتنا كويسة جدا من وقتها لحد الأخر، و كانت مضغوطة جدا زي في الشغل و عليها حمل كبير..
و كنوع من كسر الملل في الوقت ده اتفقت مع صديقتي الفنزويلية إني أخرج معاها في الإجازة لأن روميو اعتذر و قالي:” مش قادر اخرجي مع صاحبتك انتي و أنا هنضفلك البيت، و اغسل و انت اخرجي و أتبسطي..”
وقتها ما اتضايقتش بل بالعكس قولت حد يلاقي دلع و ما يدلعش، بس لما الحاجة زادت عن حدها أتقلبت لضدها!
و قابلتها قريب من بيتها و قريب جدا من الميناء، و قعدنا نتمشى ناحية المراكب و السفن العملاقة و نددرش. و بدأت كلامها معايا و قالتلي:
“أخبار الجواز إيه؟”
قولتلها:” هي حياة جديدة علي بس عندي أمل إنها تكون حياة جميلة”
قالتلي:” انت عارفة إن اللي أنا متجوزاه ده تاني واحد”
قولتلها:” ياه بجد!”
قالتلي:” آه و اللي انت مره شوفتيه معايا قبل كده (مره قابلتها صدفه و أنا رايحة درس الفرنساوي) ده طليقي”
استغربت جدا إنها خارجة مع طليقها اللي عايش في كندا، وجوزها قاعد في أمريكا..
و سألتها:” غريبة جدا .. يعني انت و طليقك أصحاب؟”
قالتلي:” جدا و زي الأخوات و أكتر”
استغربت اكتر و قولتلها:”طيب اتطلقتم ليه؟”
قالتلي:” اكتشفنا بعد 7 سنين إن اهتماماتنا مش واحدة”
الجملة دي فضلت معلقة في دماغي. وحقيقي ده كان ممن ضمن أسباب انفصالي عن روميو وغيرها من الأسباب الأخرى..
و كملت و سألتني:” انت نفسك تحققي إيه مع روميو؟”
لقيتني برد بشكل لا إرادي و قولتلها:” نفسي ربني يرزقني بطفل.. نفسي أكون أم”
و زي ما تكون أبواب السماء مفتوحة في الوقت ده لأن بعد 3 أسابيع بالظبط هعرف إني حامل..
و حكتلي شوية عنها و عن إن ده كمان كان حلمها و مازال بس لسه ربنا ما ارادش..
عرفت منها إنها أتجوزت جوزها التاني بعد ما طلقت جوزها الأول في كندا، وراحت أتجوزت التاني في أمريكا و بدأت له في إجراءات الإقامة و كانت مسألة وقت عقبال ما يجي كندا و يتلم الشمل..
و أخيرا قصتنا مع الشاب النيجري اللي عدى أول أسبوع من يوليو و مكانش حول الفلوس و لما اصريت انه يدفع قالي:
“أصبري علي بس لبكرة و هتكون الفلوس عندك ”