طبعا ظروف شغلي و بعده الشديد كانت بتخليني انزل من البيت الساعه 6:30ص علشان اكون هناك 8:30، و دي كانت المواعيد الثابتة و اللي بدأت بعد التدريب مباشرة، و كانت مواعيدي من 8:30ص-5:00م يوميا.
و شرحت لروميو شوية عن شهر رمضان و عن الصوم، و كان متحمس في الأول انه يصوم معايا، لكن لما لاحظ الإجهاد و التعب الشديد علي و قرر ما يصومش بس قالي:” أنا مش هقدر بصراحة عدد الساعات طويل جدا، و بعدين أنا مدخن كمان فأعذريني مش هقدر أصوم بس يمكن أجرب في يوم من الأيام”
طبعا ظروف شغلي و بعده الشديد كانت بتخليني انزل من البيت الساعه 6:30ص علشان اكون هناك 8:30، و دي كانت المواعيد الثابتة و اللي بدأت بعد التدريب مباشرة، و كانت مواعيدي من 8:30ص-5:00م يوميا.
و شرحت لروميو شوية عن شهر رمضان و عن الصوم، و كان متحمس في الأول انه يصوم معايا، لكن لما لاحظ الإجهاد و التعب الشديد علي و قرر ما يصومش بس قالي:” أنا مش هقدر بصراحة عدد الساعات طويل جدا، و بعدين أنا مدخن كمان فأعذريني مش هقدر أصوم بس يمكن أجرب في يوم من الأيام”
بصراحة أنا كنت عذراه لأسباب كتير: أولا هو عمره ما صام صيام رمضان و اللي غالبا ما حدش هيتعود عليه إلا لو بدأه من الطفولة زي ما كانوا أهالينا بيعلمونا و يتدرجوا معانا شوية بشوية في عدد الساعات، من مرحلة نص يوم لمرحلة صيام اليوم الكامل.
السبب الثاني: عدد ساعات الصيام في كندا كتير جدا خصوصا لو في فصل الصيف زي ما رمضان بييجي كده كل سنه و بقاله سنين كتير.
أما السبب الثالث: فكان انه مدخن، لكن دي كانت نقطة خلاف بينا من الأول بغض النظر عن الصيام..
من أول ما أتعرفت عليه و أيام الرومانسية المفرطة، والورد الأحمر لاحظت انه طلع سيجارة يشربها و وقتها قولتله:
“إيه ده انت مدخن؟!أنا بصراحة ما بحبش ريحة السجاير أبدا”
وقتها طفاها فورا و قالي:”أنا مدخن أه بس بحاول ابطل، و يمكن رينا بعتك ليا علشان تساعديني إني أبطل سجاير”
و فضل وعده يكون بعد تاريخ جوازنا، و أتجوزنا بس ما بطلش حاجة، لكن الحق يقال هو عمره ما شرب سجاير في البيت و كانت دايما بره البيت و لقيته في الوقت ده بيكلمني بخصوص السجاير و يقولي:
“روزة فاكرة لما قولتلك إني عايز أبطل سجاير؟”
قولتله:”طبعا فاكرة بس عاملة نفسي ناسية.. ليه؟”
قالي:”أصل أنا فعلا هبطلها بس بشرط واحد”
قولتله:”إيه هو بقى الشرط؟”
قالي:” لو جالنا بيبي هبطلها فورا”
بصراحة كان حلم الأمومة مسيطر على تفيكري جدا وقتها من غير حد ما يوعدني أنه هيبطل سجاير لو جالنا بيبي، وكنت كل الوقت ده مخبيه طقم البيبي اللي كنت أشتريته من ميلانو و كان لونه لبني، وكأن قلبي حاسس أن بعد فترة قصيرة جدا ربنا هيرزقنا بطفل.
و بالرجوع للأجواء الرمضانية و بالرغم من إن روميو مكانش صايم معايا، بس كان متضامن معايا جدا وكان حريص انه ما ياكلش او يشرب قدامي لدرجة انه قالي:” إحنا ناكل مع بعض أنا هستناكي بس أنا السجاير و المياة و القهوة ما اقدرش أتمنع عنهم”
لكن مع فكرة إني اطلع من البيت 6:30ص و أرجع 8:30م و أيام أرجع 10:00م و كانوا دايما يومين الاثنين و الخميس أيام الدروس الفرنسية، كنت برجع هلكانة و مليش نفس حتى أفطر و كان هو بيكون في البيت قبلي و طبعا بيكون عامل مكرونة فكنت باكلها و بشكره على تعبه، و ساعات من كتر التعب أنام من غير لا فطار و لا سحور.
لحد ما في يوم و أنا في الشغل و كانت بدأت معمعة الشغل تكون واضحة من كم هائل من التليفونات و الإيميلات بشكل متواصل، و كنت ماسكة حساب كذا دولة منهم إيطاليا كلها و الدول العربية، وكمان كم جزيرة من جزر الكاريبي.. و كان يوم مكنتش لا فاطرة و لا متسحرة فيه و كانت الساعه قرب ال 2ظ، يمكن كنت مثلا رديت على 45إيميل و حوالي 40مكالمة و كلهم رغي و صداع كتير..
حسيت في اللحظة دي إن دماغي لفت و ما درتش بالدنيا إلا و أنا في أوضة و جنبي واحدة معاها شنطة إسعافات أولية و بمنتهى البساطة أغمى علي من كتر التعب و الإرهاق..
كانت حقيقي أيام رمضان صعبة، و مرهقة جدا مع طبيعة و مواعيد الشغل و مكنتش قادرة أحس بأي بهجة و لا أي أحاسيس من اللي كنت بحسها أيام ما كنت بقضيه في مصر أوفي دبي مع أصحابي..
و علشان أسترجع أي مشاعر أو ذكريات رمضانية حاولت أدور على حاجة أعملها مع روميو يوم الأجازة، و فعلا لقيت فطار رمضاني عملاه الجالية المصرية في مطعم مصري في ميسيساجا و فرحت جدا و أول ما عيني وقعت على الإعلان دماغي سرحت في جو رمضان في مصر،وسفرة رمضان، وطبعا قمر الدين حبيبي..
و بعتلهم و حجزت لفردين و قعدت أعلم روميو كم كلمة عربي علشان لو أتكلمنا مع الناس هناك يكون عارف كم جملة كده نكسر بهم أي حاجز، وأقربه شوية من الجالية بتاعتي- الجالية المصرية.
و ركبنا مواصلات كتير كالعادة ووصلنا بعد عناء، وأول ما دخلنا جالنا المسؤول عن الفطار و قالنا:
“فردين و الفرد ب 25بعد إذنكم 50دولار والبوفيه هناك أهو”
و دفعنا و اتجهنا ناحية البوفية اللي قعدت أدور فيه على كل حاجة وحشاني، بس مالقتش معظم الحاجات و كان الأكل غالب عليه الطابع السوري أكتر من المصري، و أنا مكنتش معترضة عليه بالعكس، كان طعمه حلو بس مش الحاجة اللي جيت علشانها..
و قعدت أدور و افتش على قمر الدين بس ما لقيتهوش خالص وسألت مدير المكان وقولتله:
“لو سمحت فين قمر الدين؟”
قالي:” مفيش للأسف فيه بداله جلاب- و ده مشروب مشهور في سوريا و بيكون قريب لطعم الكركدية بس مسكر أوي”
قولتله:” لا مش عايزة جلاب أنا عايزة قمر الدين”
قالي:” للأسف مفيش”
رجعت قعدت على الترابيزة مع روميو وأنا كل دماغي في قمر الدين اللي مالقتهوش، وبدأنا نتكلم شوية لحد ما قعدت جنبنا عيلة و كنت مبسوطة جدا علشان هنتكلم معاهم و نتبادل أطراف الحديث..
و كعادتي بدأت بتحيتهم و ابتسامه بس هم مكانوش ودودين أوي، وكانوا بيتكلموا مع بعض بالإنجليزي مع إني بدأت معاهم الكلام و قولتلهم:
“رمضان كريم”
ردوا من تحت الضرس شوية و قالولي:” شكرا بس بالإنجليزي”
حتى روميو حاول يقولهم الكلمتين اللي علمتهومله بالعربي بس ردوا عليه بالإنجليزي و هنا بصلي و ضحك و قالي:”
“أومال بتعلميني عربي ليه بقى ما الناس مع بعضها بتتكلم إنجليزي”
قولتله:”ما اعرفش! أنا كل اللي اعرفه إن إحنا بنتكلم عربي في مصر وتخيلت إني لما هكون وسط الجالية هتكلم عربي برضه، لكن واضح كده إن مش هو ده اللي حاصل”
و كملنا أكل أنا و روميو و جه ميعاد الحلويات و ملقتش لا قطايف ولا كنافة، وكان في بدالهم بقلاوة و بسبوسة. ورجعنا البيت بعد ما حسيت إحساس غريب جدا علي، وهو إن رمضان في مصر و في دبي ما يتعوضش بسبب اللمة مش أكتر..
أما جارنا اللي كان معانا كان هادي جدا و محدش بيشوفه تمام زي الفرنساويين، لكن كان عنده عيب كده انه ما بيسملش أبدا على حد و لا علينا حتى لو خبطنا فيه، والحتة دي كانت بتجنن روميو و كلمه فيها و معجبهوش الكلام و قاله:
“أنا كده.. أنا حر”
طبعا روميو كان عايز يتخانق معاه بس أنا هديت الموقف لأني أدركت تماما إن وجوده مهم في بيت إيجاره 2000دولار وهو بيدفع 650و أنا و روميو بندفع الباقي.. لكن الشاب ما عدهاش و قالي:
“أسمعي أنا هقضي معاكم بس شهر يونية و من أول شهر يولية دورولكم على حد تاني”
و بكده هرجع تاني لعذاب إني أدور على ساكن جديد.. و فعلا حطيت إعلان، لكن دي كانت فترة الصيف يعني فترة إجازات و ده معناه إن الناس اللي بتأجر مؤقت بتكون أقل شوية من مثلا فترة الخريف، لكن كان عندي أمل إننا نلاقي حد بداية من شهر يوليو و لسه كان معانا الوقت .. يعني لسه فاضل 10أيام.
كانت أكتر حاجتين تعبينا في حياتنا في الفترة دي أنا و روميو إننا لازم كل شوية ندورعلى مستأجر معانا، والحاجة التانية المواصلات و هنا قولتله:
“أسمع أنا عارفة إن انت ما ينفعش تطلع رخصة علشان ما عندكش إقامة أو أي وضع قانوني في البلد، لكن أنا عندي و بفكر أني اطلع رخصة سواقة و أنا أصلا عندي ال (جي1) و دي بتطلع بس على الأمتحان النظري، وممكن أتدرب بها بس علشان اسوق لازم امتحن ال (جي2)”.
قالي:”طبعا يا روزة، يلا روحي امتحني.. أنا لو عندنا عربية كنت علمتك لأني بسوق من و أنا عندي 18سنه في إيطاليا”
قولتله:” أنا عارفة، بس خلينا عمليين. أنا هشوف و هسأل لو حد يعرف مدرس يدربني على السواقة، و بعدين أمتحن ال (جي2) و نجيب عربية بعدها و نترحم من عذاب المواصلات المقرفة دي”
و بدأ يكون حلم جديد من أحلامي خصوصا إني في مصر طلعت رخصة سواقة قبل شهر بالظبط من سفري على دبي، و بالتالي عمري ما سوقت في مصر. وفي دبي طلعت الرخصة بعد 5سنين، بعد 12محاولة، بعد ما نهبوا مني 16ألف درهم، وفي الأخر ما جبتش عربية و لا سوقت لأن كان فات الأوان وكنت خلاص بستعد للهجرة..
يا ترى هلاقي مدرس يعلمني كويس؟ و إيه ممكن تكون جنسيته؟
المزيد
1