مع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية المبكرة لعام 2025، أعلن عدد كبير من الشخصيات العامة المعروفة ترشحهم للمنافسة على مقاعد البرلمان، مما يُضيف زخمًا كبيرًا للسباق الانتخابي المنتظر.
سباق محموم بين شخصيات سياسية وإعلامية بارزة
مع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية المبكرة لعام 2025، أعلن عدد كبير من الشخصيات العامة المعروفة ترشحهم للمنافسة على مقاعد البرلمان، مما يُضيف زخمًا كبيرًا للسباق الانتخابي المنتظر.
الليبراليون يتقدمون بقيادة جديدة
شهدت الأسابيع الأخيرة صعودًا ملحوظًا في استطلاعات الرأي لصالح الحزب الليبرالي، بعد انطلاق حملة قيادة الحزب وتولي مارك كارني منصب الزعامة، وهو ما شجع العديد من الأسماء البارزة على الانضمام إلى سباق الانتخابات.
زخم متزايد في صفوف المحافظين
في المقابل، يستفيد المحافظون من الدعم الشعبي المتزايد، خاصة بعد تراجع شعبية رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، وهو ما أعطى دفعة قوية للحزب منذ أن تولى بيير بواليفير قيادته في عام 2022.
السياسيون المحليون: عودة قوية لرؤساء البلديات
يبدو أن الحزب الليبرالي يراهن في هذه الانتخابات على عدد من الشخصيات التي شغلت مناصب قيادية محلية، لا سيما رؤساء البلديات السابقين الذين يتمتعون بشعبية واسعة.
غريغور روبرتسون، العمدة السابق لمدينة فانكوفر، سيخوض السباق الانتخابي في دائرة فانكوفر فريزرفيو-ساوث برنابي عن الحزب الليبرالي. يُعرف روبرتسون بكونه صاحب أطول فترة رئاسة بلدية في تاريخ المدينة، حيث قاد تنفيذ خطة “فانكوفر الأكثر خضرة 2020”.
أمارجيت سوهي، الذي شغل منصب عمدة إدمونتون منذ عام 2021، سيترشح أيضًا عن الحزب الليبرالي في دائرة إدمونتون الجنوبية الشرقية، وهي منطقة يُتوقع أن تكون منافستها قوية بين الليبراليين والمحافظين.
وعلى الجبهة المحافظة، يبرز اسم بيلي مورين، الزعيم السابق لقبيلة إينوك كري، الذي قرر خوض الانتخابات في إدمونتون الشمالية الغربية، حيث يُتوقع أن يحظى بدعم قوي نظرًا لإنجازاته في مجال التنمية الاقتصادية.
كما يترشح إليس روس، الزعيم السابق لأمة هايسلا، عن دائرة سكيينا-بولكلي فالي، التي تعتبر أحد معاقل المحافظين.
الإعلاميون والصحفيون يدخلون الساحة السياسية
شهدت هذه الانتخابات دخول وجوه إعلامية بارزة إلى المعترك السياسي، مستفيدين من شهرتهم وتأثيرهم الواسع.
إيفان سولومون، الصحفي والمذيع المعروف، قرر الترشح عن تورنتو المركزية، وهي دائرة تاريخيًا محسوبة على الليبراليين. ورغم أن مسيرته الصحفية حافلة، إلا أن ارتباطه القديم بزعيم الحزب مارك كارني أثار بعض الجدل حول مدى حياديته.
أندرو لوتون، المذيع السابق ورئيس تحرير صحيفة “ترو نورث”، أعلن ترشحه عن حزب المحافظين في دائرة إلجين-سانت توماس-لندن الجنوبية، وهي دائرة يُتوقع أن تظل في قبضة المحافظين.
آرون جان، صانع الأفلام والمراسل الصحفي، سيترشح عن المحافظين في نورث آيلاند-باول ريفر، مستفيدًا من شعبيته التي اكتسبها من خلال إنتاج أفلام وثائقية حول قضايا حساسة مثل المخدرات وحرية التعبير.
الإعلامي جميل جيفاني، الكاتب السابق في “ناشيونال بوست” والمقرب من نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، يسعى للاحتفاظ بمقعده في دورهام بعد فوزه في الانتخابات الفرعية العام الماضي.
المفاجآت الكبرى: مارك كارني يدخل السباق رسميًا
أكبر مفاجأة في الانتخابات المقبلة كانت إعلان رئيس الوزراء الحالي مارك كارني عن ترشحه رسميًا في دائرة نيبيان، وهي منطقة إستراتيجية تقع بجوار معقل زعيم المحافظين بيير بواليفير. هذا القرار جاء بعد إقصاء النائب الليبرالي الحالي تشاندرا أريا، مما أثار جدلًا حول معايير الحزب في اختيار مرشحيه.
الليبراليون يستعيدون ثقتهم ويعيدون النظر في قرارات التقاعد
مع تحسن موقع الحزب الليبرالي في استطلاعات الرأي، قرر عدد من النواب الذين سبق أن أعلنوا عدم ترشحهم، العودة مجددًا إلى السباق:
شون فريزر، وزير الإسكان السابق، عدل عن قراره بعد محادثات مع مارك كارني.
أنيتا أناند، الوزيرة السابقة، قررت الترشح مجددًا في أوكفيل إيست، مستفيدةً من الدعم القوي الذي يحظى به الليبراليون هناك.
واين لونغ، الذي كان قد أعلن اعتزاله السياسة، قرر الترشح مجددًا في سانت جون-روثساي، وهي دائرة متأرجحة.
الحزب الديمقراطي الجديد: تحديات صعبة في مواجهة الليبراليين والمحافظين
رغم استمرار الحزب الديمقراطي الجديد في كسب التأييد، إلا أن بعض مرشحيه يواجهون تحديات قوية. من بين المرشحين البارزين:
جويل هاردين، الذي يترشح لأول مرة في الانتخابات الفيدرالية عن أوتاوا سنتر، حيث يحاول استعادة المقعد الذي فقده الحزب لصالح الليبراليين منذ عام 2015.
رودريغو لويولا، عضو المجلس التشريعي عن ألبرتا، الذي اختار خوض الانتخابات عن الحزب الليبرالي بدلًا من الحزب الديمقراطي الجديد، في خطوة تعكس تحولات المشهد السياسي.
ختامًا: انتخابات غير مسبوقة في ظل تغيرات سياسية عميقة
مع احتدام المنافسة بين الأحزاب الكبرى، وظهور شخصيات جديدة في المشهد السياسي، تبدو انتخابات 2025 واحدة من أكثر الانتخابات إثارة في تاريخ كندا. هل سيتمكن الليبراليون من الحفاظ على زخمهم واستعادة الهيمنة؟ أم أن المحافظين سيستفيدون من التراجع السابق لحكومة ترودو؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف ملامح المشهد السياسي الجديد في البلاد.
ماري جندي
المزيد
1