يعتقد الكنديون أنهم بحاجة إلى مدخرات متوسطة تبلغ 846 ألف دولار لتحقيق الاستقلال المالي، وفقًا لنتائج استطلاع رأي حديث. ورغم هذا الرقم، لا تزال المخاوف بشأن تقلبات الأسواق المالية تثير قلق ما يقرب من نصف المستطلعين، مما يعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على المشهد الاقتصادي في البلاد.
وهل يمكن للكنديين التقاعد مبكرًا؟ الرقم المطلوب قد يجعلك تعيد التفكير!
يعتقد الكنديون أنهم بحاجة إلى مدخرات متوسطة تبلغ 846 ألف دولار لتحقيق الاستقلال المالي، وفقًا لنتائج استطلاع رأي حديث. ورغم هذا الرقم، لا تزال المخاوف بشأن تقلبات الأسواق المالية تثير قلق ما يقرب من نصف المستطلعين، مما يعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على المشهد الاقتصادي في البلاد.
تفاوت في تقديرات المدخرات المطلوبة عبر المقاطعات
كشف استطلاع الاستقلال المالي السنوي الذي أجرته RBC بالتعاون مع شركة Ipsos أن تقديرات المدخرات اللازمة لتحقيق الاستقلال المالي تختلف من مقاطعة لأخرى. فقد أفاد سكان أونتاريو بأنهم بحاجة إلى حوالي 917 ألف دولار، بينما حدد سكان كندا الأطلسية متوسط مدخراتهم المطلوبة عند 851 ألف دولار. أما سكان كيبيك فقد جاءت توقعاتهم الأدنى بين جميع المقاطعات، حيث رأوا أن مبلغ 617 ألف دولار يكفيهم لتحقيق هذا الهدف.
وفي المقابل، أظهرت البيانات أن سكان كولومبيا البريطانية يعتقدون أن تحقيق الاستقلال المالي يتطلب مدخرات بحجم 878 ألف دولار، في حين حدد سكان ألبرتا سقف احتياجاتهم عند 928 ألف دولار. أما سكان ساسكاتشوان ومانيتوبا، فقد تصدروا القائمة بأعلى تقدير، حيث أشاروا إلى أن تحقيق الاستقلال المالي يتطلب مدخرات تصل إلى 959 ألف دولار.
ما هو تعريف الاستقلال المالي؟
وفقًا لتعريف الاستطلاع، فإن الاستقلال المالي يُقصد به “امتلاك موارد مالية كافية لتغطية نفقات المعيشة دون الحاجة إلى الاعتماد على دخل نشط أو العمل لكسب المال للحفاظ على نمط الحياة الحالي”. بعبارة أخرى، هو القدرة على العيش من خلال المدخرات أو العوائد الاستثمارية دون الحاجة إلى وظيفة ثابتة.
كيف يخطط الكنديون لتحقيق الاستقلال المالي؟
بحسب نتائج الاستطلاع، فإن 49% من الكنديين يعتمدون على الاستثمارات المالية كوسيلة لتحقيق الاستقلال المالي، بينما قال 51% منهم إنهم يمتلكون خطة مالية واضحة لتحقيق هذا الهدف.
وعند النظر إلى الفئات العمرية المختلفة، نجد أن جيل الألفية (28-43 عامًا) هو الأكثر تفاؤلًا، حيث يشعر 55% منهم بقدرتهم على تحقيق الاستقلال المالي في حياتهم. يليهم جيل طفرة المواليد (60-78 عامًا) بنسبة 53%، ثم جيل إكس (44-59 عامًا) بنسبة 48%.
أين يضع الكنديون أموالهم؟
أظهرت نتائج الاستطلاع أن الاستثمار في صناديق الاستثمار المشتركة هو الخيار الأكثر شيوعًا بين الكنديين، حيث ذكر 24% من المشاركين أنهم يستثمرون في هذه الصناديق. تلاها الاستثمار في شهادات الاستثمار الحكومية والودائع لأجل بنسبة 21%، ثم الأسهم بنسبة 20%.
أما الاستثمارات الأخرى، فقد شملت خطط التقاعد بنسبة 16%، وصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) بنسبة 10%، بينما جاءت العملات المشفرة في المركز الأخير بنسبة 5% فقط.
وعند تحليل بيانات الاستثمار حسب الفئات العمرية، تبين أن جيل طفرة المواليد هو الأكثر استثمارًا بنسبة 52%، في حين جاء جيل الألفية في المرتبة الأخيرة بنسبة 46%، متقاربًا مع جيل إكس الذي بلغت نسبة مستثمريه 49%.
قلق متزايد بشأن تقلبات السوق
ورغم سعي الكنديين للاستثمار وتأمين مستقبلهم المالي، فإن ما يقرب من 50% منهم قلقون بشأن أداء استثماراتهم في ظل التقلبات الاقتصادية. وكان جيل الألفية هو الأكثر قلقًا، حيث أفاد 54% منهم بأنهم يشعرون بعدم اليقين تجاه استثماراتهم. في المقابل، بلغت نسبة القلق لدى جيل إكس 46%، في حين كانت 43% فقط من جيل طفرة المواليد تشعر بالقلق.
ضغوط مالية تؤثر على الشباب أكثر من غيرهم
لا تتوقف المخاوف المالية عند حد القلق من تقلبات السوق، إذ أظهرت دراسة أجرتها شركة CPP Investments في نوفمبر الماضي أن ستة من كل عشرة كنديين يعانون من ضغوط مالية يومية. وكانت الفئة العمرية الأكثر تأثرًا بهذه الضغوط هي الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، حيث أفادوا بأنهم يشعرون بـ”قلق شديد” عند اتخاذ قرارات مالية، خوفًا من ارتكاب أخطاء قد تؤثر على مستقبلهم المالي.
ومع التقدم في العمر، ينخفض هذا القلق، حيث أشار ثلث الكنديين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا فقط إلى أنهم يشعرون بنفس المستوى من القلق بشأن أموالهم.
كيف أُجري الاستطلاع؟
تم إجراء استطلاع RBC للاستقلال المالي في أكتوبر 2024 عبر مقابلات إلكترونية شملت 2000 كندي تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر. وقد نشرت شركة Ipsos النتائج في 19 مارس 2025.
هل المدخرات كافية لتحقيق الاستقلال المالي؟
رغم أن الرقم المتوسط الذي حدده الكنديون لتحقيق الاستقلال المالي هو 846 ألف دولار، إلا أن التفاوت الكبير في تقديرات المدخرات بين المقاطعات يعكس اختلاف تكاليف المعيشة والضرائب والفرص الاقتصادية. كما أن القلق المتزايد بشأن الاستثمارات يشير إلى أن الادخار وحده قد لا يكون كافيًا، بل يجب أن يكون مدعومًا بخطط مالية واستثمارات مدروسة لتأمين مستقبل مستدام ماليًا.
في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، يبقى السؤال الأهم: هل المبلغ الذي حدده الكنديون لتحقيق الاستقلال المالي سيكون كافيًا فعلًا لمواجهة متغيرات السوق والتضخم في المستقبل؟
ماري جندي
المزيد
1