تواجه شركة Hudson’s Bay، أقدم علامة تجارية تجارية في كندا، تحديًا غير مسبوق قد يؤدي إلى تصفية جميع متاجرها قريبًا، حيث من الممكن أن تبدأ هذه العملية اعتبارًا من يوم الثلاثاء وتمتد لقرابة 12 أسبوعًا. ومع ذلك، لا تزال الشركة متمسكة بالأمل في العثور على شريان حياة مالي يعيدها إلى مسار الاستقرار.

محاولات لإنقاذ المتاجر قبل التصفية
في جلسة استماع أمام المحكمة العليا في أونتاريو، أوضحت محامية الشركة آشلي تايلور أن الخطة تشمل تصفية 80 متجرًا رئيسيًا، بالإضافة إلى ثلاثة متاجر Saks Fifth Avenue و13 فرعًا من Saks Off 5th، المملوكة بموجب اتفاقية ترخيص.

وأكدت المحامية أن هناك فرصة ضئيلة لإزالة بعض المتاجر من القائمة، إذا تمكنت Hudson’s Bay من تأمين تمويل كافٍ خلال فترة التصفية التي ستستمر بين 10 و12 أسبوعًا.

وأشارت تايلور إلى أن البدء السريع في التصفية سيضمن تحقيق أقصى قيمة ممكنة للأصول، كما سيتيح إمكانية الحفاظ على أي فرصة لإعادة الهيكلة وإنقاذ بعض عمليات البيع بالتجزئة.

جلسة المحكمة تشهد حضورًا مكثفًا
الجلسة التي عُقدت في محكمة تورنتو شهدت اهتمامًا واسعًا من قبل المحامين والإعلام والمراقبين، ما دفع المحكمة إلى فتح قاعة إضافية لاستيعاب الحضور الذين جاؤوا لمعرفة مصير الشركة العريقة التي تعود جذورها إلى عام 1670، عندما كانت البلاد مركزًا رئيسيًا لتجارة الفراء.

وكان الهدف من الجلسة هو بحث حماية الشركة من الدائنين، وهي خطوة لجأت إليها Hudson’s Bay في 7 مارس، بعدما أقرت بأنها تواجه أزمة مالية حادة بسبب تراجع الإنفاق الاستهلاكي، وتوترات التجارة بين كندا والولايات المتحدة، إضافة إلى انخفاض حركة المتسوقين في المناطق الحضرية بعد جائحة كورونا.

أزمة مالية تهدد بقاء الشركة
كشفت الشركة عن وصول أزمتها إلى درجة خطيرة دفعتها إلى تأجيل دفع مستحقات الملاك ومقدمي الخدمات والبائعين، كما أصبحت على وشك عدم القدرة على دفع رواتب الموظفين.

وفي وثائق المحكمة، ذكرت جينيفر بيولي، المديرة المالية للشركة الأم لـ Hudson’s Bay، أن أحد أصحاب العقارات في سيدني، نوفا سكوشا، أغلق متجرًا تابعًا لها بشكل غير قانوني، كما حاول فريق من المحضرين الاستيلاء على بضائع من متجر في مركز شيرواي جاردنز التجاري في أونتاريو.

وكانت الخطة الأولية للشركة عند تقدمها بطلب الحماية من الإفلاس تعتمد على إغلاق نصف المتاجر واستغلال بعض عقود الإيجار في مناطق رئيسية ذات كثافة مرورية عالية لجذب المستثمرين.

لكن قبل جلسة المحكمة، تعرضت خطط التمويل لضربة قوية، حيث كان هناك مقرضان مهتمان بتمويل الشركة، ولكن قبل ثلاث ساعات فقط من الجلسة، انهارت الصفقة مع أحد المقرضين، مما أجبر الشركة على البحث عن بديل سريع.

وبعد هذا الإخفاق، تمكنت الشركة من تأمين تمويل بقيمة 16 مليون دولار من شركة الاستثمار الأمريكية Restore Capital، إلى جانب بعض المقرضين الآخرين، ليرتفع المبلغ لاحقًا إلى 23 مليون دولار، لكنه لا يزال أقل من المطلوب لسد الاحتياجات المالية العاجلة.

بحث محموم عن مستثمرين لإنقاذ الشركة
ورغم الدعم المالي المؤقت، لا تزال Hudson’s Bay بحاجة إلى مزيد من الأموال. ولهذا، تواصلت مع 19 مقرضًا محتملاً وبعض الملاك الرئيسيين للعقارات في محاولة للحصول على تنازلات في الإيجار أو دعم مالي إضافي.

لكن المحامي تايلور أقر أمام المحكمة بأن الجهود حتى الآن لم تثمر عن نتائج إيجابية، ما دفع الشركة إلى تسريع خطط التصفية كحل أخير.

التصفية ستشمل جميع المواقع
إذا تمت الموافقة على خطة التصفية، فستشمل جميع متاجر Hudson’s Bay في كندا، مع تأثر أونتاريو بشكل كبير، إذ تضم وحدها 32 موقعًا يعمل فيها أكثر من نصف موظفي الشركة.

أما التوزيع الجغرافي لباقي المتاجر المتأثرة، فهو كالتالي:

بريتش كولومبيا: 16 متجرًا
ألبرتا وكيبيك: 13 متجرًا لكل منهما
مانيتوبا ونوفا سكوشا وساسكاتشوان: متجران في كل مقاطعة
أما متاجر Saks Fifth Avenue فهي موزعة بين أونتاريو وألبرتا، بينما تضم Saks Off 5th مواقع في أونتاريو، بريتش كولومبيا، ألبرتا، كيبيك، ومانيتوبا.

ماذا عن المبيعات الإلكترونية وبرامج الولاء؟
أكدت المحامية إليزابيث بيلون، التي تمثل Hudson’s Bay، أن الشركة تمتلك حاليًا مخزونًا بقيمة 315 مليون دولار، وسيشمل التصفية المبيعات الإلكترونية، حيث ستستمر حتى يتم تفريغ مركز التوزيع في سكاربورو، أونتاريو.

كما أوضحت أن الشركة ستتوقف عن قبول بطاقات الهدايا بعد 6 أبريل، وقد تم بالفعل إيقاف برنامج الولاء، الذي يضم 8.2 مليون عميل كندي يحملون نقاطًا غير مستخدمة تصل قيمتها إلى 58.5 مليون دولار.

بحث عن مشترين لإنقاذ الأصول والعلامة التجارية
بالإضافة إلى التصفية، تسعى Hudson’s Bay للحصول على إذن لبدء عملية بيع بعض أصولها أو أعمالها.

وهذا يعني أن المستثمرين المحتملين يمكنهم تقديم عروض لشراء:

عقود إيجار بعض المتاجر
حقوق الملكية الفكرية
العلامة التجارية Hudson’s Bay
العلامات التجارية الشهيرة المملوكة للشركة
هل هناك فرصة للنجاة؟
رغم كل هذه الجهود، يشكك الخبراء في قدرة الشركة على إيجاد مستثمر قادر على إعادة إحيائها.

وتقول لانيتا لايتون، مستشارة تجارة التجزئة الفاخرة والمسؤولة السابقة في Holt Renfrew، إنه حتى مع وجود داعم مالي، فإن Hudson’s Bay لن تستمر بالشكل الحالي.

وترى أن الخيار الأفضل للشركة هو تقليص حجم عملياتها، بحيث تركز على عدد محدود من المتاجر القادرة على جذب العملاء من خلال تقديم منتجات فريدة، تجربة تسوق ممتعة، وتصميمات جذابة، وخدمة عملاء متميزة.

المستقبل لا يزال غامضًا
في ظل الظروف الراهنة، لا تزال Hudson’s Bay بين مطرقة التصفية وسندان البحث عن مستثمر. وإذا لم يتم العثور على تمويل مناسب خلال الأسابيع القادمة، فقد نشهد نهاية واحدة من أقدم العلامات التجارية في كندا، تاركة وراءها تاريخًا يمتد لأكثر من 350 عامًا.

ماري جندي