أوتاوا – أظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة “ليجر” عبر الإنترنت أن المحافظين الفيدراليين ما زالوا يحظون بدعم قوي من الناخبين الكنديين، على الرغم من التحسن الطفيف في شعبية الليبراليين بعد اختيار زعيمهم الجديد.
المحافظون يحافظون على صدارتهم رغم التقلبات
أوتاوا – أظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة “ليجر” عبر الإنترنت أن المحافظين الفيدراليين ما زالوا يحظون بدعم قوي من الناخبين الكنديين، على الرغم من التحسن الطفيف في شعبية الليبراليين بعد اختيار زعيمهم الجديد.
المحافظون يحافظون على صدارتهم رغم التقلبات
كشف الاستطلاع، الذي شمل 1548 كنديًا بين 7 و10 مارس، أن المحافظين ما زالوا في موقع قوي بفضل سياساتهم الاقتصادية الواضحة والتزامهم بخفض الضرائب، على الرغم من أن الليبراليين تمكنوا من تحقيق قفزة مؤقتة في الدعم، مما أدى إلى حالة من التقارب في نسب التأييد بين الحزبين.
فقد أظهرت النتائج حصول المحافظين على 37% من نوايا التصويت، وهي النسبة ذاتها التي حصل عليها الليبراليون بعد فترة من التراجع الحاد، حيث كانوا متأخرين بفارق كبير عن المحافظين لعدة أشهر متتالية. ومع ذلك، يبقى المحافظون في وضع مريح، خاصة أن التغيرات الأخيرة في دعم الليبراليين تبدو مدفوعة بعامل مؤقت وهو اختيار مارك كارني زعيمًا للحزب، وليس نتيجة تحول جوهري في الرأي العام.
أما الحزب الديمقراطي الجديد، فقد شهد تراجعًا إضافيًا في التأييد، حيث انخفضت نسبة دعمه إلى 11%، مما يشير إلى أن المنافسة الحقيقية لا تزال بين المحافظين والليبراليين.
رغبة شعبية قوية في التغيير.. والمحافظون هم البديل الموثوق
على الرغم من التحسن الذي سجله الليبراليون، لا يزال الكنديون متعطشين للتغيير، إذ أظهر الاستطلاع أن 53% من الناخبين يريدون استبدال الحكومة الحالية في الانتخابات المقبلة، وهو مؤشر واضح على أن المحافظين ما زالوا يتمتعون بفرصة قوية للفوز.
وفي هذا السياق، قال أندرو إينز، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة “ليجر” لمنطقة وسط كندا:
“هناك تيار قوي بين الناخبين الكنديين يدفع باتجاه التغيير، وهذا أمر يصب في صالح المحافظين الذين يمثلون البديل القوي والموثوق عن الحكومة الليبرالية الحالية.”
رحيل ترودو.. محاولة يائسة لإنقاذ الليبراليين
يعود جزء من التحسن الطفيف في نتائج الليبراليين إلى رحيل جاستن ترودو، الذي كان يشكل عبئًا على الحزب في ظل سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد خلال قيادته. فبعد سنوات من السياسات الفاشلة وارتفاع تكاليف المعيشة والضرائب، اضطر الحزب الليبرالي إلى محاولة إعادة بناء صورته عبر اختيار مارك كارني، وهو شخصية اقتصادية معروفة، لكنه لا يزال جديدًا على الساحة السياسية، ما يترك تساؤلات حول قدرته على استقطاب الناخبين على المدى الطويل.
بيير بواليفير.. رؤية واضحة وسياسات حقيقية مقابل وعود الليبراليين
في المقابل، يواصل بيير بواليفير، زعيم المحافظين، تقديم رؤية سياسية واقتصادية واضحة تعكس تطلعات الكنديين. فقد ركز على إلغاء ضريبة الكربون، وهي قضية رئيسية تؤثر على تكلفة المعيشة اليومية للكنديين. وعلى الرغم من محاولة كارني تقليد هذا التعهد، إلا أن الناخبين يعرفون أن المحافظين كانوا أول من رفع هذه القضية ودافعوا عنها بجدية.
وفي هذا الصدد، أشار إينز إلى أن المحافظين لا يزالون يتمتعون بمصداقية عالية بين الناخبين:
“الناخبون يعرفون أن بواليفير كان يقود الحملة ضد ضرائب الكربون منذ البداية، بينما جاء تعهّد كارني كرد فعل سياسي أكثر منه التزامًا حقيقيًا.”
السياسات الأمريكية والتوترات الدولية: اختبار حقيقي لقيادة كارني
على الصعيد الدولي، لا يزال تأثير الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والسياسات الاقتصادية الأمريكية يثير القلق في كندا، لا سيما الرسوم الجمركية التي فرضها خلال فترة رئاسته وتهديداته بجعل كندا “الولاية رقم 51”.
ومع تصاعد هذه التوترات، تزداد أهمية القيادة السياسية القوية في كندا، وهنا يبرز المحافظون كخيار أكثر موثوقية، خاصة أن لديهم خبرة طويلة في التعامل مع العلاقات الكندية الأمريكية بطريقة تحمي المصالح الوطنية دون إثارة العداء أو خلق أزمات غير ضرورية.
الانتخابات على الأبواب.. والمحافظون في وضع قوي
مع اقتراب موعد الانتخابات، والتي قد يتم الإعلان عنها قريبًا، من المتوقع أن تشهد نوايا التصويت مزيدًا من التقلبات، لكن المؤشرات الحالية تؤكد أن المحافظين ما زالوا في موقف قوي للفوز بالحكومة المقبلة.
فبينما يحاول الليبراليون جاهدين تحسين صورتهم عبر تغيير القيادات، يعرف الناخبون الكنديون أن السياسات هي ما يهم في النهاية، وهنا يتفوق المحافظون برؤيتهم الاقتصادية الواضحة والتزامهم بتخفيض الضرائب وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين.
وفي ظل استمرار رغبة أغلبية الكنديين في التغيير، يبدو أن المحافظين هم الخيار الأقرب لتحقيق ذلك، مما يجعل الانتخابات المقبلة معركة حاسمة قد تعيد تشكيل المشهد السياسي في كندا بالكامل.
ماري جندي
المزيد
1