حذرت مجموعات تمثل كبرى الشركات الأمريكية وشركات التكنولوجيا العالمية هيئة تنظيم الاتصالات الكندية (CRTC) من أن خطواتها الأخيرة لتحديث قواعد المحتوى الكندي قد تُفاقم التوترات التجارية مع الولايات المتحدة وتؤدي إلى ردود فعل انتقامية.
حذرت مجموعات تمثل كبرى الشركات الأمريكية وشركات التكنولوجيا العالمية هيئة تنظيم الاتصالات الكندية (CRTC) من أن خطواتها الأخيرة لتحديث قواعد المحتوى الكندي قد تُفاقم التوترات التجارية مع الولايات المتحدة وتؤدي إلى ردود فعل انتقامية.
خلفية الأزمة
تسعى هيئة تنظيم الاتصالات الكندية، من خلال قانون البث عبر الإنترنت، إلى تعديل قوانين البث لتشمل المنصات الرقمية، ما يفرض على شركات البث الأجنبية الكبرى تقديم مساهمات مالية لدعم إنشاء محتوى كندي محلي. إلا أن هذه الخطوة أثارت استياء جهات أمريكية، ترى أن القرار قد يُعقد العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة في ظل الأوضاع السياسية الراهنة.
انتقادات وتحذيرات
وفقًا لوثائق قُدمت خلال إجراءات الهيئة لتعريف جديد للمحتوى الكندي، عبرت غرفة التجارة الأمريكية عن قلقها من أن توقيت هذه القرارات غير مناسب، خاصة مع تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على كندا، والتي قد تُطبق اعتبارًا من فبراير المقبل.
وأكدت الغرفة أن أي تصعيد من الجانب الكندي قد يُفسَّر كاستفزاز للولايات المتحدة، مما يُعمق الاحتكاكات التجارية بين البلدين. وأضافت أن قانون البث عبر الإنترنت يثير توترات جديدة من شأنها أن تعزز ردود فعل انتقامية ضمن إطار اتفاقية التجارة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA).
المخاوف من انتهاك الاتفاقيات
كما أوضح المجلس الوطني للتجارة الخارجية، الذي يضم في عضويته شركات عملاقة مثل جوجل، ميتا، وأمازون، أن خطة هيئة تنظيم الاتصالات قد تتعارض مع أحكام اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والصين، مما يُعقّد الوضع أكثر. وأشار المجلس إلى أن استثناء الصناعات الثقافية الكندية الذي تتيحه الاتفاقية لا يمنع الولايات المتحدة من الرد بإجراءات اقتصادية موازية قد تكون ذات تأثير سلبي على الاقتصاد الكندي.
دعوات لضبط النفس
أوصت غرفة التجارة الأمريكية وهيئات أخرى بأن تتجنب كندا اتخاذ خطوات قد تُفسَّر كتصعيد تجاري في ظل المرحلة الحالية التي تتسم بتوتر العلاقات الاقتصادية. وصرّحت إحدى المجموعات قائلة:
“من الضروري أن تُدرك هيئة تنظيم الاتصالات الكندية العواقب المحتملة لقراراتها، خاصة في ظل التغيرات السياسية والتجارية المرتقبة.”
السيناريوهات المقبلة
مع استمرار هيئة تنظيم الاتصالات الكندية في خططها لتحديث التنظيمات، يُتوقع أن يزداد الضغط الأمريكي لمنع تنفيذ هذه التعديلات. وفي المقابل، تواجه كندا تحديًا للحفاظ على سيادتها الثقافية وتعزيز إنتاج المحتوى المحلي دون التسبب في أزمات تجارية جديدة.
هذا التصعيد يضع العلاقات الكندية الأمريكية أمام اختبار حقيقي، حيث سيتعين على كلا الطرفين موازنة مصالحهما الاقتصادية والثقافية لتجنب دخول دوامة من الإجراءات الانتقامية.
ماري جندي
المزيد
1