أظهر تقرير حديث صادر عن وزارة الدفاع الكندية تراجعًا مقلقًا في مستويات الرضا الوظيفي بين أفراد القوات المسلحة الكندية (CAF) خلال السنوات الأخيرة. التقرير، الذي صدر بتاريخ 23 ديسمبر، يقدم صورة شاملة عن العديد من المؤشرات الحيوية التي تعكس طبيعة الحياة داخل المؤسسة العسكرية الكندية.
أظهر تقرير حديث صادر عن وزارة الدفاع الكندية تراجعًا مقلقًا في مستويات الرضا الوظيفي بين أفراد القوات المسلحة الكندية (CAF) خلال السنوات الأخيرة. التقرير، الذي صدر بتاريخ 23 ديسمبر، يقدم صورة شاملة عن العديد من المؤشرات الحيوية التي تعكس طبيعة الحياة داخل المؤسسة العسكرية الكندية.
تراجع ملحوظ في جودة الحياة
أشار التقرير إلى انخفاض نسبة الجنود الذين يرون أن القوات المسلحة توفر نوعية حياة مقبولة لهم ولعائلاتهم. بلغت هذه النسبة 30.4% في عام 2024، مقارنة بـ43.2% في 2023 و34.4% في 2022. تأتي هذه الأرقام بعيدة جدًا عن الهدف الذي تسعى إليه القوات المسلحة الكندية، وهو تحقيق نسبة رضا لا تقل عن 85%.
ووفقًا للتقرير، لم يتم تحديد سبب مباشر لهذا التراجع، حيث أُجريت الدراسة بناءً على “استطلاعات شخصية” دون تعمق في تحليل النتائج. ومن بين الجنود النظاميين، بلغت نسبة الرضا 29.2%، بينما ارتفعت النسبة قليلًا بين جنود الاحتياط الأساسيين لتصل إلى 33.2%.
تآكل الحماس للعمل
على صعيد الرضا عن طبيعة العمل نفسه، أعرب 57.7% من أفراد القوات المسلحة عن مشاعر إيجابية تجاه عملهم في عام 2024، مقارنة بـ60.9% في 2023 و62.5% في 2022. التباين في النسب كان واضحًا بين القوات النظامية والاحتياطية؛ حيث أظهر 53.5% فقط من النظاميين رضاهم، مقارنة بـ68.3% من جنود الاحتياط الأساسيين.
الدعم الأسري يتراجع أيضًا
تأثرت كذلك نسبة الرضا عن الدعم الذي تتلقاه أسر الجنود، إذ انخفضت إلى 57.7% مقارنة بـ64.3% في عام 2023 و58.5% في عام 2022.
تنوع القوى العاملة ومكافحة التمييز
تضمن التقرير مؤشرات تسلط الضوء على التنوع داخل القوات المسلحة، بما يعكس قيم المجتمع الكندي. لم تشهد نسبة النساء داخل القوات المسلحة تغييرًا كبيرًا، حيث استقرت عند 16.5% في 2024. أما نسبة الجنود من الأقليات المرئية، فقد ارتفعت إلى 12.2%، مقارنة بـ11.1% في 2023 و10.1% في 2022.
ورغم التقدم في هذا المجال، أظهرت الأرقام تصاعدًا طفيفًا في نسب التمييز؛ حيث أبلغ 16% من الجنود عن تعرضهم للتمييز في 2024، مقارنة بـ15.7% في 2023 و14.8% في 2022.
التحديات في التجنيد والاحتفاظ بالأفراد
فيما يتعلق بالتحديات المرتبطة بتجنيد الأفراد والاحتفاظ بهم، أظهر التقرير انخفاضًا في نسبة المناصب المشغولة داخل القوات النظامية إلى 89.1% في 2024، مقارنة بـ88.7% في 2023 و91.6% في 2022. بالمقابل، ارتفعت نسبة المناصب المشغولة في الاحتياط الأساسي إلى 77.5%، مقارنة بـ75.1% في 2023 و76% في 2022.
لكن التحدي الأكبر كان في ارتفاع نسبة المهن التي تعاني من عجز حاد في الموارد البشرية؛ إذ بلغت 72.9% في 2024، مقارنة بـ70% في 2023 و61.7% في 2022.
جهود تحسين التجنيد
عملت القوات المسلحة الكندية على تعديل سياسات التجنيد لتصبح أكثر مرونة وجاذبية. رغم وصف التقرير لعملية التجنيد بأنها “صعبة مؤخرًا”، شهد عام 2024 تحولًا إيجابيًا لأول مرة منذ عام 2020، حيث تم تسجيل 4301 عضوًا جديدًا في القوة النظامية.
رسالة وزير الدفاع
في رسالته الختامية لعام 2024، أكد وزير الدفاع الكندي بيل بلير أهمية تعزيز التنوع وتحقيق التوازن العددي داخل الجيش لمواجهة التحديات الأمنية الراهنة والمستقبلية. وأشار إلى أن فريق الدفاع يعمل بشكل مكثف لتسريع عملية التجنيد ومعالجة الفجوة بين الأعداد الحالية والمصرح بها.
ويكشف التقرير عن قضايا متعددة تتطلب معالجة فورية لتحسين جودة الحياة والرضا الوظيفي بين أفراد القوات المسلحة الكندية. بينما تسعى الوزارة إلى تعزيز التنوع والكفاءة، يبقى التحدي الأهم هو تجاوز العقبات المرتبطة بالتجنيد والدعم الأسري، لضمان قوة عسكرية قوية ومستدامة.
ماري جندي
المزيد
1