في خطوة تجسد روح العطاء والتضامن المجتمعي، أعلنت مدينة تورنتو عن تخصيص مبلغ 100 ألف دولار لدعم موكب سانتا كلوز الشهير، الذي يواجه أزمة مالية تهدد استمراره. وجاء هذا القرار بتوجيه من رئيسة البلدية أوليفيا تشاو، التي أكدت أن المهرجان يعد جزءًا لا يتجزأ من روح المدينة وهويتها، مشيرة إلى أهميته الاقتصادية والاجتماعية.
في خطوة تجسد روح العطاء والتضامن المجتمعي، أعلنت مدينة تورنتو عن تخصيص مبلغ 100 ألف دولار لدعم موكب سانتا كلوز الشهير، الذي يواجه أزمة مالية تهدد استمراره. وجاء هذا القرار بتوجيه من رئيسة البلدية أوليفيا تشاو، التي أكدت أن المهرجان يعد جزءًا لا يتجزأ من روح المدينة وهويتها، مشيرة إلى أهميته الاقتصادية والاجتماعية.
تحديات مالية تهدد الموكب
يعد موكب سانتا كلوز، الذي يحتفل هذا العام بذكرى تأسيسه الـ120، أحد أبرز التقاليد السنوية في تورنتو. ومع ذلك، يواجه الموكب أزمة تمويل خانقة قد تجعل نسخته الحالية هي الأخيرة. ووفقًا لتصريحات كلاي تشارترز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمنظمة The Original Santa Claus Parade، تحتاج المنظمة إلى سد عجز مالي يقدر بـ250 ألف دولار لضمان استمرار الحدث.
تاريخيًا، كانت الرعاية من الشركات تشكل العمود الفقري لتمويل الموكب، لكن قيود الميزانية المتزايدة لدى الشركات والتكاليف المتصاعدة لتنظيم المهرجان وضعت الحدث في موقف صعب. لذلك، لجأت المنظمة إلى إطلاق حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت، أملاً في تلقي الدعم من المجتمع المحلي.
دعم مالي من المدينة لإنقاذ الموكب
للمساعدة في تجاوز هذه الأزمة، أعلنت رئيسة البلدية أن المدينة ستقدم 100 ألف دولار من خلال برنامج مبادرة استقرار الأحداث الخاصة (SESI). تم إنشاء هذا الصندوق في أغسطس الماضي بقيمة إجمالية تبلغ مليوني دولار، بهدف تقديم دعم مالي للمهرجانات والفعاليات التي تعاني من تكاليف الصحة والسلامة المتزايدة.
وخلال مؤتمر صحفي في مبنى البلدية، ظهرت تشاو مرتدية قبعة سانتا الشهيرة لتؤكد أن هذا الدعم يمثل التزام المدينة بالحفاظ على المهرجانات التي تجلب الفرح وتعزز الإحساس بالانتماء. وقالت:
“يحب سكان تورنتو المهرجانات. إنها تجمع الناس وتمنحهم السعادة وتشعرهم بأنهم جزء من المجتمع. تخيلوا مدينة بدون احتفالات، حيث لا يمكن للأطفال مشاهدة موكب سانتا كلوز! هذا ببساطة غير مقبول”.
أثر الموكب على الاقتصاد المحلي
إضافة إلى البهجة التي يضفيها الموكب على الأجواء، أشارت تشاو إلى أن المهرجانات مثل هذا الحدث تلعب دورًا اقتصاديًا حيويًا من خلال دعم الشركات الصغيرة المحلية. وأوضحت أن النشاط التجاري يزدهر عندما يتوافد الناس إلى الشوارع للمشاركة في الاحتفالات، حيث يشترون من المحلات، ويتناولون الطعام في المطاعم، ويعيشون تجربة ممتعة تدفعهم لإنفاق المزيد.
“هذا الموكب يمثل تحفيزًا اقتصاديًا، فهو يساعد على إبقاء الشركات المحلية نابضة بالحياة وناجحة.”
شكر وتقدير من المنظمين
من جانبه، عبر كلاي تشارترز عن امتنانه العميق لدعم المدينة قائلاً:
“نحن ممتنون للغاية لمدينة تورنتو على المنحة المقدمة من SESI. موكب سانتا كلوز ليس مجرد حدث عادي، بل هو تقليد تاريخي محبب يجمع الناس من مختلف الخلفيات والأديان، ويجسد الوحدة المجتمعية. هذه المنحة ستساعدنا في الحفاظ على هذا التقليد العزيز.”
آمال بدعم إضافي من الحكومة الفيدرالية
بالإضافة إلى دعم المدينة، أشار رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى استعداد حكومته للمساهمة في تمويل الموكب، حيث قال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي:
“سمعت أن موكب سانتا كلوز في تورنتو يواجه تحديات. لذا، سنساعدهم. إنه تقليد رائع يجب أن يستمر.”
ورغم هذه التصريحات الإيجابية، أكدت تشاو أنها لم تتلقَ بعد أي تفاصيل أو أرقام محددة من الحكومة الفيدرالية، لكنها ظلت متفائلة بشأن إمكانية تحقيق شراكات جديدة مع القطاع الخاص والجهات الحكومية الأخرى.
استمرارية الدعم
تعهدت تشاو بأن يكون دعم المدينة للموكب مستدامًا وليس مجرد إجراء مؤقت. وقالت:
“هذا الحدث يجب أن يستمر، وأنا ملتزمة بالحفاظ على الميزانية المخصصة لدعم مثل هذه الفعاليات. الاستثمار في المهرجانات والمناسبات ليس مجرد دعم مالي، بل هو استثمار في روح المدينة ومستقبلها.”
موكب سانتا كلوز: أكثر من مجرد حدث
موكب سانتا كلوز في تورنتو ليس مجرد استعراض احتفالي بل هو تقليد يرمز إلى القيم الإنسانية، مثل الوحدة والفرح، ويجمع العائلات والمجتمع بأسره للاحتفال بموسم الأعياد. بفضل الدعم المستمر من المدينة والمجتمع المحلي، يبدو أن هذا التقليد العريق سيواصل إدخال البهجة إلى قلوب سكان تورنتو لأجيال قادمة.
ماري جندي
المزيد
1