في تصريحات مثيرة للجدل، أعلن وزير النقل في أونتاريو أن التقديرات التي قدمتها مدينة تورنتو بشأن تكلفة إزالة مسارات الدراجات في ثلاثة من الطرق الرئيسية في المدينة، والتي بلغت 48 مليون دولار، هي تقديرات غير دقيقة ولا يعترف بها. ورغم ذلك، لم يقدم الوزير برابميت ساركاريا تقديرًا بديلًا خاصًا به لتكلفة هذه العملية، مؤكداً أن المقاطعة ستقوم بدراسة التكاليف بشكل دقيق. وأوضح الوزير أن التكاليف المرتبطة بعدم إزالة هذه المسارات قد تكون أعلى بكثير مما يتصور البعض.

تعمل الحكومة المحافظة التقدمية في أونتاريو حاليًا على تسريع إصدار تشريع جديد يلزم البلديات بطلب إذن من المقاطعة قبل الشروع في إزالة أي مسار للدراجات يترتب عليه إزالة أحد حارات المرور المخصصة للمركبات. كما أن هناك خططًا للذهاب أبعد من ذلك، حيث تنوي الحكومة اتخاذ خطوات ملموسة لإزالة أجزاء من مسارات الدراجات في شوارع رئيسية مثل شارع بلور وشارع يونغ وشارع الجامعة، بهدف استعادة هذه المسارات لاستخدامها كممرات إضافية لحركة المركبات.

وفي إطار الرد على هذا التحرك، طلبت رئيسة بلدية تورنتو، أوليفيا تشاو، من موظفي المدينة دراسة الأبعاد المالية واللوجستية لإزالة مسارات الدراجات، وفي تقرير صادر عن موظفي المدينة الأسبوع الماضي، تم تحديد أن عملية إزالة الممرات الثلاثة ستكلف المدينة أكثر من 48 مليون دولار. كما أشار التقرير إلى أن هذا التغيير من شأنه أن يؤدي إلى تحسين طفيف في سرعة حركة السيارات، ولكن قد يترتب عليه أيضًا تأثيرات سلبية على النقل العام والسلامة العامة.

وفي رده على هذه التقديرات، قال ساركاريا إنه لا يعتقد أن إزالة المسارات يمكن أن تتكلف أكثر من ضعف تكلفة تركيبها الأصلية، مما يعكس وجهة نظره بأن التكاليف الفعلية ستكون أقل من المتوقع.

من جهتها، ستعقد اللجنة التشريعية يوم الإثنين جلسة استماع عامة لمناقشة التشريع المرتقب، حيث ستتاح الفرصة للأطراف المعنية للتعبير عن آرائهم. ومن بين أول الجهات التي ستقدم مداخلاتها هي جمعية بلديات أونتاريو، التي أكدت في بيان لها أن البلديات هي الأكثر قدرة على اتخاذ القرارات المتعلقة بمسارات الدراجات دون الحاجة لتدخل من المقاطعة أو الحكومة الإقليمية.

تسعى الحكومة الحالية إلى التأكيد على ضرورة تحقيق التوازن بين احتياجات التنقل المختلفة، بما في ذلك تعزيز حركة المرور للمركبات من جهة، والحفاظ على بنية تحتية مستدامة للدراجات من جهة أخرى، في وقت يشهد فيه قطاع النقل في أونتاريو نقاشات واسعة حول الحلول الأمثل لمستقبل النقل في المدن الكبرى.

ماري جندي