في الآونة الأخيرة، أجرى الصحفي الاستقصائي الكندي سام كوبر مقابلة مع صحيفة Epoch Times لمناقشة الطبعة المحدثة من كتابه الأكثر مبيعًا “التعمية المتعمدة” (Willful Blindness), الذي من المقرر إصداره هذا الشهر.
نُشر الكتاب لأول مرة في عام 2021، حيث يتناول كيفية استخدام الحزب الشيوعي الصيني لرجال الأعمال البارزين وزعماء العصابات في هونغ كونغ كوسيلة للتسلل إلى كندا. يركز كوبر بشكل خاص على تأثير هذه الشبكات على سوق العقارات في فانكوفر، حيث اعتمدت هذه العصابات، المعروفة بتورطها في أنشطة إجرامية مثل الاتجار بالمخدرات والابتزاز وغسيل الأموال، على الخدمات المصرفية غير الرسمية لتدفق الأموال غير المشروعة من الصين وهونغ كونغ.
في الآونة الأخيرة، أجرى الصحفي الاستقصائي الكندي سام كوبر مقابلة مع صحيفة Epoch Times لمناقشة الطبعة المحدثة من كتابه الأكثر مبيعًا “التعمية المتعمدة” (Willful Blindness), الذي من المقرر إصداره هذا الشهر.
نُشر الكتاب لأول مرة في عام 2021، حيث يتناول كيفية استخدام الحزب الشيوعي الصيني لرجال الأعمال البارزين وزعماء العصابات في هونغ كونغ كوسيلة للتسلل إلى كندا. يركز كوبر بشكل خاص على تأثير هذه الشبكات على سوق العقارات في فانكوفر، حيث اعتمدت هذه العصابات، المعروفة بتورطها في أنشطة إجرامية مثل الاتجار بالمخدرات والابتزاز وغسيل الأموال، على الخدمات المصرفية غير الرسمية لتدفق الأموال غير المشروعة من الصين وهونغ كونغ.
نموذج فانكوفر لغسيل الأموال
كشف تحقيق كوبر عن تأثير هذه الشبكات في رفع أسعار المساكن في فانكوفر، مما أسهم في ظهور ما يُعرف بنموذج فانكوفر لغسيل الأموال. فخلال سنوات عمله كصحفي في تغطية شؤون المدينة، أشار كوبر إلى أن كبار مطوري العقارات أصبحوا يمتلكون نفوذًا كبيرًا على حكومة مدينة فانكوفر، حيث زادت هذه الأموال غير المشروعة من نشاط الاقتصاد المحلي، لا سيما عبر الكازينوهات التي تنظمها الحكومة.
في الطبعة المحدثة من الكتاب، يتناول كوبر بصورة أعمق التدخلات الأجنبية في كندا، خاصة في الانتخابات، حيث يستعرض كيف تقوم الشبكات الإجرامية الموالية للحزب الشيوعي الصيني بالتلاعب بالاقتصادات والسياسات المحلية. وكما أشار في حديثه مع Epoch Times: “إذا استمرت هذه الأنشطة لعقود أو نصف قرن، فإن الصين ستسيطر بصمت على مناطق أخرى، تمامًا كما فعلت مع هونغ كونغ”.
أبعاد النفوذ الصيني في السياسة الكندية
تجاوزت هذه الأساليب حدود هونغ كونغ، حيث أوضح كوبر أن الحزب الشيوعي الصيني يتمتع بنفوذ متزايد في السياسة الكندية عبر هذه الشبكات غير القانونية. فقد أشار إلى أن العديد من السياسيين والمرشحين للانتخابات تجاهلوا أنشطة غسيل الأموال، مما سمح للحزب الشيوعي الصيني بتعزيز وجوده في البلاد. وأعرب كوبر عن قلقه من أن كندا قد تواجه قريبًا تهديدًا ليس فقط من “الاستيلاء النخبوي” ولكن أيضًا من “الاستيلاء على الدولة”.
مشروع سايدويندر: دراسة حالة
كما تطرق كوبر إلى معلومات جمعها من مشروع سايدويندر، وهو تحقيق أجرته شرطة الخيالة الملكية الكندية وجهاز الاستخبارات الأمنية الكندي في التسعينيات. استهدف التحقيق تسلل الحزب الشيوعي الصيني إلى كندا عبر رجال الأعمال الأثرياء من هونغ كونغ وعصابات الجريمة المنظمة. وكشف التحقيق عن مستوى صادم من النفوذ الذي يتمتع به أفراد مرتبطون باستخبارات الحزب الشيوعي الصيني، حيث استثمر أباطرة هونغ كونغ مبالغ ضخمة من المال في كندا لشراء الأعمال والنفوذ.
وبحسب ما قاله ميشيل جونو كاتسويا، الرئيس السابق لقسم آسيا والمحيط الهادئ في جهاز الاستخبارات والأمن الكندي، فإن هناك صلات واضحة بين أجهزة استخبارات الحزب الشيوعي الصيني والنخب الثرية في كندا، وهو ما أطلق عليه “الثالوث غير المقدس”. رغم النتائج المذهلة، توقفت التحقيقات في عام 1997، ويشير بعض الدبلوماسيين الكنديين إلى أن الأدلة الرئيسية تم إخفاؤها أو عرقلت التحقيقات.
تهديدات مستمرة من الحزب الشيوعي الصيني
خلال المقابلة، أكد كوبر أن التهديد الذي يشكله الحزب الشيوعي الصيني ليس فقط مستمرًا، بل متزايدًا. وشدد على أوجه التشابه بين مراكز الشرطة التي يديرها الحزب الشيوعي في كندا، والأنشطة المشابهة في هونغ كونغ خلال التسعينيات، حيث تم استخدام جماعات الجريمة المنظمة للقيام بأعمال المراقبة والترهيب، وأحيانًا حتى الإعادة القسرية للأفراد إلى الصين.
رغم التهديدات القانونية والشخصية التي واجهها كوبر، بما في ذلك الاتهامات بـ “العنصرية ضد الآسيويين” من بعض الجماعات في كندا، فإن كوبر يظل ملتزمًا بقضيته. وأشار إلى أن بعض الساسة الكنديين مثل النائب المحافظ كيني تشيو واجهوا تحديات مشابهة، حيث تعرضوا لحملة تضليل من الحزب الشيوعي الصيني بعد اقتراحهم قانونًا للتسجيل كعملاء أجانب.
وعندما سُئل كوبر عن الخطوات الممكن اتخاذها لمواجهة هذه الأنشطة التسللية، شدد على أهمية وجود جبهة ديمقراطية موحدة. ونقلًا عن وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، حذر كوبر من أن “العدو داخل بواباتنا”، مشيرًا إلى ضرورة فهم خطورة التهديد واتخاذ الإجراءات اللازمة. وأكد كوبر على أن هذا هو ما يحفز عمله المستمر ومنصته الجديدة، التي تستند إلى خبراته ومعرفته من خلال كتابه “التعمية المتعمدة”.
في ختام حديثه، يبرز كوبر الحاجة الملحة لمراقبة دقيقة ومواجهة فعالة ضد هذه الأنشطة التي تهدد الأمن والسيادة الوطنية.
ماري جندي
1