ربما يكون الأكثر تعبيرا عن طرق عمل الإخوان في امريكا الشمالية، ما كتبه وزير النقل الكندي عمر الغبرا على صفحته على الفيس بوك. الرجل ارتدي جاكت لونه وردي وندد بالتنمر والتمييز. الرجل من كبار قيادات الإخوان كما وصفه موقع الجزيرة الإنجليزي، يؤمن بالإسلام السياسي الذي يمارس التمييز ضد غير المسلمين وضد المرأة وضد الطفل، بل وحتى حتى ضد المسلمين الذين يرفضون ايديولوجيته
ربما يكون الأكثر تعبيرا عن طرق عمل الإخوان في امريكا الشمالية، ما كتبه وزير النقل الكندي عمر الغبرا على صفحته على الفيس بوك. الرجل ارتدي جاكت لونه وردي وندد بالتنمر والتمييز. الرجل من كبار قيادات الإخوان كما وصفه موقع الجزيرة الإنجليزي، يؤمن بالإسلام السياسي الذي يمارس التمييز ضد غير المسلمين وضد المرأة وضد الطفل، بل وحتى حتى ضد المسلمين الذين يرفضون ايديولوجيته (1). فالنظام العلماني الديمقراطي الحر أتاح لمهاجر سوري مثله ان يصل الي هذا المنصب الرفيع، ومع ذلك فهو يسعى لهدمه. فقد اصابه الحزن الشديد عندما فشلت خطوة “تطبيق الشريعة” كما يراها الإخوان في عام 2005 في مقاطعة اونتاريو الكندية، في خطوة مهمة لتأسيس حلمهم بدولة الإسلام في أمريكا الشمالية (2).
ومثله احمد عطية الذي تم اختياره رئيس مجلس خدمات شرطة مدينة بيل في كندا، ومع ذلك كان اول تصريح له انه سوف يتصدى للعنصرية الممنهجة (الإسلاموفوبيا)، ولو كان ما يسميه ب”العنصرية الممنهجة)” موجوداً لما وصل الى هذا المنصب الهام.! (3).
وهو نفس ما تفعله نائبة الكونجرس الأمريكي إلهان عمر، وهي من أصل صومالي والمدعومة من التنظيم الدولي للإخوان وحلفائه في الشرق الأوسط (4).
بشكل عام يستخدم أنصار الإسلام السياسي هذا النظام العلماني الديمقراطي الحر لهدمه من داخله، ليؤسسوا “دولة الإسلام الإخوانية” في أمريكا الشمالية، وذلك من خلال استراتيجية وأدوات واضحة.
لماذا “الكراهية المقدسة للغرب”؟
كشفت المذكرة التفسيرية التي عثر عليها البوليس الفيدرالي الأمريكي على ان الإخوان يعتبرون عملهم في أمريكا الشمالية “جهاد حضاري” (ستلاحظ ان مدلول كلمة الجهاد يتناقض مع كلمة الحضاري اصلاً)، الهدف منه القضاء على الحضارة الغربية وتدميرها من الداخل و” تخريب “بيتها البائس بأيديهم (أي الغربيين) وأيدي المؤمنين حتى يتم القضاء عليها” (5).
وهو نفس ما قاله يوسف القرضاوي أحد الآباء الكبار لجماعة الإخوان في أكثر من مناسبة: “سيعود الإسلام إلى أوروبا منتصرًا بعد طرده مرتين. لكن هذه المرة لن يتم غزوها بحد السيف، بل بالوعظ ونشر العقيدة (6).
هنا يقصد القرضاوي الإمبراطوريات الإستعمارية التي استخدمت الإسلام، مثلما فعلت الإمبراطورية البيزنطية مع المسيحية. فهو يقصد تحديداً اخر احتلال لبعض بلاد أوروبا من قبل العثمانيين. وبما ان أنصار الإسلام السياسي يعتبرون أنفسهم امتداد ديني وسياسي لهذه الإمبراطورية الإستعمارية، فهم يريدون تدمير الحضارة الغربية، ليعيدوا احتلال بلادها كما فعل العثمانيين، ويستغلون الدين مجدداً كما فعل هؤلاء الغزاة.
يقول مؤسس الجماعة حسن البنا في “رسالة المؤتمر الخامس” : الإخوان يعتقدون أن الخلافة رمز للوحدة الإسلامية، ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام، وأنها شعيرة إسلامية يجب على المسلمين التفكير في أمرها، والاهتمام بشأنها” (7).
والإخوان يؤمنون بان الغرب هو الذي هدم “الخلافة الإسلامية”، أي الإمبراطورية الإستعمارية العثمانية”، وبالتالي لابد من هدمه حتى يتم استعادتها مجدداً. لذلك كان رد الفعل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان عنيفاً علي انتهاء الإمبراطورية العثمانية، فيقول: موقف الحكومة التركية الحديثة من الإسلام وأحكامه وتعاليمه وشرائعه، معروف في العالم كله لا لبس فيه. فالحكومة التركية قلبت نظام الخلافة إلى جمهورية، وحذفت القانون “الإسلامي” … وهذا قليل من كثير من موقف الحكومة التركية من الإسلام.
فهو هنا يعتبر ان “الإمبراطورية الإستعمارية العثمانية هي الإسلام! (8).
سيد قطب فيلسوف جماعة الإخوان المسلمين وكل التنظيمات الإرهابية في العالم. يقول ” العالم الغربي يعيش في فساد وانحلال رغم تقدمه التكنولوجي الهائل، لم يعد لديه ما يعطيه للبشرية من القيم، بل ولم يعد لديه ما يقنع ضميره باستحقاقه للوجود، بعدما انتهت الديمقراطية الي ما يشبه الإفلاس (9).
والبديل طبعاً هو “الإسلام الإخواني” الذي لابد ان يحكم ويسيطر على الغرب.
هذه الكراهية المقدسة للغرب يؤكد عليها ايضاً الشيخ محمد الغزالي احد الآباء الكبار للإخوان، ويعتبره كثير من الإسلاميين مجدداً! (10).
في كتابة ( مائة سؤال في الإسلام ) يقول الغزالي: بعد توهين الخلافة ( يقصد الخلافة التركية العثمانية ) وانتقاص اطرافها، وجهت اليها ضربة قاتلة في اعقاب الحرب العالمية الأولى، طوت رايتها، وقضت على الوجود الرسمي للإسلام في الميدان الدولي. والخلافة بين المسلمين تمثل – كما قلنا- أبوة روحية وثقافية مهيبة، وترمز الي ولاء المسلمين لدينهم، واستمساكهم بوحدتهم الكبرى واخوتهم العامة (11).
أي ان الإستعمار العثماني التركي هو الإسلام!
نموذج آخر هو الكندي المصري الدكتور طارق عبد الحليم مؤسس مدارس “دار الأرقم” ومسجد دار الأرقم يؤمن بالطبع بالدولة الإسلامية التي تحكم بالشريعة، ولا يوجد سبيل لتحقيقها إلا عن الطريق الجهادي، الذي يستهدف إزالة حكم، وإحلال حكم بديل. هي عملية هدم وبناء كامل. هدم لنظام قائم، من جذوره، بكل مؤسساته، وتصوراته، وبناء نظامٍ بديلٍ يقوم على التصور الإسلاميّ، ومن ثم تقوم عليه كلّ مؤسساته (12).
هذا الهدم وهذه الإزالة طبيعة لأن هدف الإسلاميين عموما والإخوان بشكل خاص هو “اقامة دولة الله على الأرض”، وبما ان لديهم تصور كامل ل “دولة بديلة”، فالمتوقع أن الذي يقف في طريق هذا الهدف هو الغرب وحضارته لأنه هو الأقوى في عالمنا، كما أنه هو الذي قضى على “الخلافة العثمانية” التي يرى الإسلاميون أنها “اسلامية”، كما أنه متجسد بالطبع في امريكا وكندا (13).
هذا الفهم أكده بحسم موقع الإخوان ويكيبيديا، فيعيد نشر نفس الهدف وهو هدم الحضارة الغربية من داخلها، ويضيف عليها الهدف الأسمى وهو ان ينتصر الإسلام (الإخواني) على الأديان الأخرى” (14).
انها الرغبة في الهيمنة والسيطرة في أي مكان يتواجدون فيه. وهذا لا يختلف على المستوى الاستراتيجي عن الهدف الذي يعملون من اجله الشرق الأوسط. لكن في الغرب وخاصة أمريكا الشمالية الأمر أسهل بكثير، بسبب طبيعة النظام العلماني الديمقراطي الحر. لذلك يستطيعون بسهولة أكبر بناء مجتمع موازي يعتمد بشكل أساسي على رفض النظام القائم، وتكون الخطوة التالية هي السيطرة على البلد التي يعيشون فيها، خاصة إذا كانت اغلبيتها من المسلمين، أو التمهيد لما اسماه الرئيس الفرنسي ماكرون “الانفصالية الإسلامية”، أي إقامة امارات إسلامية، ولذلك لابد من هدم الغرب، فالصراع هنا ليس صراعاً سياسياً كالموجود بين الدول، ويمكن الوصول فيه الى نقطة توازن، ولكن هنا صراع مقدس لابد ان يقضي الطرف الإخواني على الآخر الغربي (15).
استراتيجية احتكار الإسلام والمسلمين
ولتحقيق هذا الهدف في أمريكا الشمالية، فلديهم آليات تختلف بالطبع عن آلياتهم في الشرق الأوسط. منها واهمها انهم الممثلون الوحيدون للإسلام والمسلمين في الغرب، من خلال منظمات لا اول لها ولا اخر، تعمل منذ عقود. منها من يعلن انه اخواني ومنها من لا يعلن ذلك. هنا يؤكد الموقع الرسمي للإخوان: ان الإخوان لابد ان يكونوا في الطليعة وهي القيادة التي تحمل الراية وتدفع الناس في هذا الاتجاه. وعليهم بعد ذلك ان يوظفوا ويوجهوا ويوحدوا جهود المسلمين وقواهم من اجل هذه العملية. ولفعل ذلك لابد ان نتقن (أي الإخوان) فن “تكوين الائتلافات” و فن “الاحتواء” و أساسيات “التعاون” (16).
ربما المثال الأهم في ذلك هو قيادة الإخوان في البرلمان الكندي عبر اعضائهم، لتقديم مذكرة تسعى لتقييد حرية الرأي والتعبير في كندا، من اجل عقاب من ينتقد الإسلام السياسي سواءً المسلح أو غير المسلح، وحتى لو كان من المسلمين. فقد قادوا تحالف واسع من السلفيين وائمة المساجد ومنظمات إسلامية، سواءً كانت شيعية أو سنية (17).
حتى نفهم أكثر أساليب عمل تنظيم الإخوان في أمريكا الشمالية (كندا- أمريكا – استراليا – نيوزلندا)، من المهم ان نعود الى وثائق اخوانية أخرى، عثرت عليها السلطات السويسرية بعد ان داهمت فيلا يوسف ندا الفاخرة، وهو مدير بنك التقوى في لوغانو ومفوض العلاقات الدولية لجماعة الإخوان المسلمين السابق. ووجد البوليس وثيقتان عنوانها: “غزو الغرب: المشروع السري للإسلاميين.. نحو استراتيجية عالمية للسياسة الإسلامية: منطلقات، وعناصر، ومستلزمات إجرائية، ومهمات”. والوثيقة الثانية بعنوان: “الاستراتيجية المالية لجماعة الإخوان المسلمين”. وهي تتطابق في الأهداف مع الوثيقة التي وجدها البوليس الفيدرالي الأمريكي. فهي تتضمن:
*تجنب التحالفات المفتوحة مع المنظمات الإرهابية المعروفة والأفراد للحفاظ على مظهر “الاعتدال”.
*التسلل والاستيلاء على المنظمات الإسلامية القائمة لإعادة تنظيمها مع الأهداف الجماعية للإخوان المسلمين.
*استخدام الخداع لإخفاء الأهداف المقصودة.
*إنشاء شبكات مالية لتمويل أعمال التحول في الغرب.
*وضع نظام رقابي لمراقبة وسائل الإعلام الغربية لتحذير المسلمين من “مؤامرات دولية تحرض عليهم”.
*تنمية مجتمع فكري إسلامي (اخواني)، بما في ذلك إنشاء مجموعات فكرية ومجموعات مناصرة، ونشر دراسات “أكاديمية” لإضفاء الشرعية على المواقف الإخوانية وتأريخ تاريخ الحركات الإسلامية.
*بناء شبكات اجتماعية واسعة النطاق من المدارس والمستشفيات والمنظمات الخيرية المكرسة للمثل الإسلامية (الإخوانية) بحيث يكون التواصل مع الحركة من أجل المسلمين في الغرب مستمرًا.
*إشراك المسلمين الملتزمين أيديولوجياً في المؤسسات المنتخبة ديمقراطياً على جميع المستويات في الغرب، بما في ذلك الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الخاصة والنقابات العمالية.
*استخدام المؤسسات الغربية القائمة بشكل فعال حتى يمكن تحويلها ووضعها في خدمة الإسلام.
*إقامة تحالفات مع المنظمات الغربية “التقدمية” التي تشترك في نفس الأهداف.
*تأجيج العنف وإبقاء المسلمين في الغرب “في إطار الجهاد الذهني”.
*دعم الحركات الجهادية في جميع أنحاء العالم الإسلامي من خلال الوعظ والدعاية والموظفين والتمويل والدعم الفني والعملياتي (18).
آليات تحقيق الهدف الاستراتيجي وهو إقامة الدولة الإسلامية؟
لابد من العمل التدريجي في اتجاه السيطرة على مراكز القوى المحلية والعالمية لخدمة الجماعة (التي هي الإسلام في وجهة نظرهم). وكمستلزمات إجرائية تقترح الجماعة إعداد دراسة علمية حول إمكانية إقامة حكم الله في كل مكان في العالم وفق الأولويات المقررة، ودراسة مراكز القوى المحلية والعالمية وإمكانيات التأثير عليها، وعمل خريطة بكل المؤثرين في الدول للتأثير عليهم، وإجراء دراسة حديثة حول مفهوم دعم الدعوة الإسلامية.
وتقترح الوثائق للوصول لتلك الغايات القيام بالمهام التالية: صياغة دستور إسلامي، وتدوين القوانين الإسلامية والمدنية وغيرها، واختيار مكان وجعله من أولويات الجماعة لتأسيس قوة إسلامية وتركيز جهودها فيه، وحث أعضاء الجماعة على العمل في مختلف المؤسسات المؤثرة واستخدامها في خدمة الجماعة، وتنسيق العمل بين المؤسسات المتخصصة الإسلامية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
تؤكد الوثائق التي وجدوها في فيلا يوسف ندا بسويسرا، على العمل بإخلاص مع الجماعات والمؤسسات الإسلامية في محاور مختلفة، والاتفاق على قدر مشترك من المنطلقات مع الأخذ بقاعدة: نتعاون في ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا البعض في ما اختلفنا فيه؛ ويعني هذا المنطلق تنسيق العمل الإسلامي في اتجاه واحد بما يُمكِن من وضع الأساس لإنشاء المجتمع الإسلامي وتنميته وتكريس المشروع الإسلامي على الأرض. كما يعمل الجميع وفقاً لقدراتهم في المنطقة التي يختارونها وذلك في إطار القاعدة الرئيسية وهي: الولاء وتنسيق الجهود.
كمستلزمات إجرائية تقترح الوثائق دراسة واقع الحركات الإسلامية وتقييم تجربتها ووضع الخطط لبدء التعاون فيما بينها، وتجنب تأسيس حركات إسلامية جديدة في بلد يتواجد فيه أي حركات جادة وكاملة حتى لو كانت حركة واحدة فقط (19).
لإنجاز ذلك لابد من تأسيس مراكز إسلامية كثيرة، يكون لها دور محوري في تحقيق اهدافنا، فهي محور حركتنا ومحيط دائرة عملنا ونقطة ارتكازنا وقاعدة انطلاقنا ومحراب عبادتنا. لذلك يجب أن يصبح خلية نحل، مكان للدرس والأسرة والكتيبة (لا حط تعبير عسكري) والدورة والزيارة والرياضة والمدرسة والنادي الاجتماعي وملتقى المرأة وحضانة الناشئة والناشئات ومكتب صنع القرار السياسي المحلي ومركز توزيع صحفنا ومجلاتنا وكتبنا واشرطتنا السمعية والمرئية. نريد باختصار أن يصبح “دار الدعوة” و”المركز العام” اداة التوطين في القارة الأمريكية (20).
أي خلق عالم موازي يعيش داخله المسلم معزولاً ورافضاً بالطبع ل”الحضارة الغربية” التي يحلمون بهدمها من داخلها. لذلك ركزت هذه الوثيقة على ان تتحول المراكز الإسلامي الي مجتمع كامل: مسجد ومدرسة ومنظمة حقوقية، خدمات اجتماعية … الخ (21). وكما هو واضح، فهي تتطابق تماماً مع الوثيقة التي عثر عليها البوليس الفيدرالي الأمريكي (22).
الجانب الأخر الذي توضحه وثائق سويسرا والولايات المتحدة الأمريكية، هو بناء قوة الدعوة الإسلامية بشكل مستدام ودعم الحركات المنخرطة في الجهاد في العالم الإسلامي. وحماية دعوة الجماعة بالقوة اللازمة لضمان أمنها محلياً وعالمياً. وبناء الجسور بين الحركات المنخرطة في الجهاد في العالم الإسلامي ومع الأقليات المسلمة ودعمها قدر الإمكان بطريقة تعاونية.
وتحذير المسلمين من الأخطار التي تهددهم ومن المؤامرات الدولية ضدهم وتقديم المشورة بشأن القضايا الحالية وقضايا المستقبل.
كما تدعو الوثائق الى التبني الحصري للقضية الفلسطينية من خلال الجهاد، واعتبارها حجر الزاوية في الإحياء الإسلامي، حيث يرى الإخوان أن القضية الفلسطينية يمكنها أن تُمكِن الجماعة من قيادة الأمة لتحقيق مآرب الحركة الإسلامية.
تؤكد الوثائق ايضاً على انه لا يمكن أن تتواجد تنظيمات إخوانية محلية مستقلة عن التنظيم الدولي للجماعة؛ فالوثائق تلزم الجميع بأولويات الجماعة المحددة سلفاً، وتترك الإدارات المحلية في البلدان التي يتواجد فيها الإخوان لتُحدد فقط القضايا المحلية التي تدخل في نطاق صلاحيتها على ألا يتعارض ذلك مع الأولويات المحددة سلفا للجماعة.
ولاستكمال المجتمع الموازي الذي يتم فيه عزل المسلمين عن المجتمعات التي يعيشون فيها، شعورياً ومادياً لو أمكن. لابد من تأسيس شبكة مالية وبنكية للإخوان لتخليص المسلمين من “المعاملات الربوية”، كما يقولون. وتاريخ نشأة تلك الشبكة يعود إلى سبعينيات القرن الماضي حيث بدأت نشاطها كشركة قابضة للاستثمار في لوكسمبورج وذلك بسبب صعوبات الحصول آنذاك على ترخيص مصرفي في دول أوروبية أخرى (23).
تم تأسيس فرع الإخوان المسلمين المنبثق من تنظيمها الدولي في الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي. وهذا التأسيس يأتي متزامناً مع صراعهم الدموي مع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، فمنهم من غادر الى السعودية ودول الخليج، ومنهم من غادر الى أوروبا وامريكا الشمالية. وقد تأسس فرع الاخوان في الولايات المتحدة في أوائل الستينات بعد قدوم المئات من شباب المسلمين إلى الولايات المتحدة للدراسة وخصوصا في جامعات غربية كبيرة في الينويس وانديانا و ميتشيجان. وكان مركز النشاط هو رابطة الشبان المسلمين الذي تأسس عام 1963.
“فأول جيل للإخوان المسلمين في أمريكا الشمالية اشتمل على ثلاثة انواع: هؤلاء الذين كانوا إخوانا في وطنهم، أو من كانوا ينتمون إلى جماعات أخرى أو من ليس له اتجاه ولكنه ناشط إسلامي.”
بدأ عهد جديد في مستهل السبعينات، ويمكن أن نطلق عليه فترة تحديد القواعد (كما يقول موقع الإخوان)، بدأ الناس في وضع القوانين الداخلية الأولى لتنظيماتهم. وكان هناك حرص على تأكيد على الصفة الإخوانية لهذه الحركة، ومن جاء بعد ذلك من الشرق الأوسط وخاصة الخليج انضم الي هذه التنظيمات.
على التوازي كان هناك تأسيس لمنظمات إسلامية تحمل نفس أيديولوجيا الإخوان، ولكنها قادمة من اسيا. ففي عام 1976 تأسست الجماعة الماليزية للدراسات الاسلامية وكانت تعقد مؤتمرا سنويا (حضره عام 1990 600 طالب) ومؤتمرا قياديا ومعسكرات أخرى في مناطق مختلفة. ويركز عملها على الطلاب القادمين من ماليزيا وجنوب شرق آسيا، وتلعب قيادة الاخوان دورا عاما في إدارة الجماعة الماليزية.”
جاءت انتخابات عام 1979 وظهر مجلس الشورى عام 1980 و81 وتمهد الطريق أمامه وبدأ العمل في توحيد صفوف الجماعة ووضع العمل في إطار تنظيمي سليم وتحركت الجماعة خطوات الى الأمام، ولأول مرة في ذلك الوقت تعين مسئولا عاما مهمته النظر في شئون الجماعة وحدها، كما بدأ مجلس الشورى في لعب دوره الحقيقي وهو التخطيط ومراقبة القيادة التنفيذية.
عام 1980 تطور اتحاد الطلاب المسلمين ليصبح الجمعية الاسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA) التي تضم جموع المسلمين من المهاجرين والمواطنين ولتصبح نواة للحركة الاسلامية في أمريكا الشمالية. وقد تطورت الجمعية الاسلامية بشكل واضح في الثمانينات لكن قيادة الاخوان وتوجيههم لها بدأت تقل بشكل تدريجي بسبب ندرة تواجدهم بها”، لكن ظل توجهها كما هو اخواني.
يؤكد موقع الإخوان ويكيبيديا ان توطين الدعوة ليس مقصودا به بها نشر الإسلام، فنشر الاسلام أمر عام، وهو هدف كل مسلم. لذلك فالتوطين هنا معناه العثور على آليات مؤسسية دائمة لنشر أفكارهم وتجنيد الأعضاء الجدد.
في1985 تأسست منظمة شباب أمريكا الشمالية كمنظمة مستقلة لها علاقة بالجمعية الاسلامية لشمال أمريكا. وعملها يركز على أطفال الجاليات الاسلامية من المهاجرين والمواطنين في أمريكا الشمالية، ولها مؤتمر سنوي عام ومؤتمرات اقليمية حول القارة.”
ساعد أحمد القاضي (مسئول الإخوان المسلمين بين عامي 1984 و1994) على انشاء العديد من المنظمات الاسلامية من ضمنها الشباب المسلم بشمال أمريكا وهي منظمة حاولت جذب ألاف من طلاب الثانوي الى الاسلام عن طريق رعايتها لفرق كرة القدم وتوفير البعثات والملابس.
في 1981 اسس الاخوان اتحاد فلسطين الاسلامي لخدمة قضية فلسطين كما يدعي الإخوان. وقد استوعب الاتحاد معظم الطاقة الفلسطينية عند الاخوان، القادة منهم والاعضاء بالإضافة الى الاخوان في الدول الاخرى.
تمحورت اهداف الإخوان المسلمين بين عامي 1982 و1983 كما يقول القيادي الإخواني زيد النعمان حول: “تقوية البنية الداخلية، والانتظام الإداري، والتجنيد، واستقرار الدعوة، وتنشيط عمل المنظمة، وتنشيط جبهات العمل السياسي.
اما الاهداف الفرعية فهي: اولا التمويل والاستثمار، ثانيا العلاقات الخارجية، ثالثا احياء النشاط النسائي، رابعا الوعي السياسي لأعضاء الجماعة، خامسا تأمين الجماعة، سادسا العمل الخاص، سابعا الاعلام، ثامنا الاستفادة من القدرات البشرية.”
“العمل الخاص يعني العمل العسكري، و “تأمين الجماعة” هو توفير الامن لها ضد المخاطر الخارجية مثل مراقبة الحركات المريبة الموجودة على ارض امريكا مثل الصهيونية والماسونية…الخ، ومراقبة الهيئات الحكومية وجهاز الاستخبارات والمباحث الفيدرالية…الخ حتى نعرف إذا كانوا يراقبونا وكيف نتخلص منهم”(24).
يعتبر الإخوان ان إنشاء المراكز الإسلامية هي الخطوة الأولى في “جهاد الحضارة”، لاستهداف الدوائر الحكومية الأمريكية في جميع الفروع الثلاثة (التنفيذية والقضائية والتشريعية) على المستوى الفيدرالي ومستوى الولاية والمستوى المحلي. كانت مجتمعات الأمن القومي والاستخبارات على رأس أولوياتهم، سلطات إنفاذ القانون والمؤسسات العسكرية والعقابية ووسائل الإعلام ومراكز الفكر ومجموعات السياسات والأوساط الأكاديمية والمجتمعات الدينية غير المسلمة كانت أيضًا جزءًا من الاستراتيجية الشاملة.
كيف اخترقوا مؤسسات الدولة الأمريكية؟
يوجد تاريخ طويل للعلاقة بين الولايات المتحدة والإخوان، بدئت منذ أوائل الخمسينات في الشرق الأوسط، وذلك في اطار الحرب الباردة، والتحالف معهم ضد الإتحاد السوفييتي (25).
بدأ الانتباه الي تأثير الإخوان على السياسة الأمريكية قبل وقت طويل من هجمات 11 سبتمبر. إن الشبكة التنظيمية الضخمة للإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، والتي تم بناؤها بصبر على مدى عقود منذ عام 1953،من أموال الشرق الأوسط، أعطتهم في نهاية المطاف شهرة ومصداقية زائفة. وذلك باستخدام مزيج من التقية (الخداع والرياء) والترهيب. نجح الإخوان ليس فقط في ان يكونوا المرجعية لكل ما هو إسلامي، ولكن ايضاً نجحوا في قمع كل من ينتقد ايديولوجيتهم، بل وفي كثير من الأحيان من خلال كبار المسؤولين غير المسلمين في الولايات المتحدة الذين اعتقدوا ان الإخوان ممثلين للإسلام والمسلمين.
عندما قام الجنرال مارتن إي. ديماسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة بانتقاد أيديولوجيا الإخوان ثم طرده. ليكون الدرس بمثابة تحذير صارخ لأي شخص آخر في وزارة الدفاع قد يميل إلى انتقاد أيديولوجيا الإخوان التي يعتبرونها هي “الإسلام”.
نموذج مهم على الاختراق الإخواني والتأثير هو عبد الرحمن العمودي، الذي اخترق المراتب العليا لكل من الإدارات الرئاسية الديمقراطية والجمهورية. المواطن الأمريكي المتجنس الذي هاجر من إريتريا في عام 1979، استغل العمودي أدواره القيادية مع عشرات المنظمات الإسلامية للوصول إلى البيت الأبيض. على الرغم من كونه عضوا في جماعة الإخوان الذين أعلنوا صراحة دعمهم لحماس (وهي مصنفة باعتبارها منظمة إرهابية)، فقد تم قبوله على أنه “مسلم معتدل” وأصبح مستشارا للرئيس بيل كلينتون والسيدة الأولى آنذاك هيلاري كلينتون.
كما نجح العمودي في الحاق خالد صفوري وسامي العريان، في حملة بوش الرئاسية. أتت تحركات العمودي ثمارها، بعد فوز بوش، تم تعيين سهيل خان، المعروف بصلته بالإخوان، في مكتب الاتصال العام بالبيت الأبيض. أعطى هذا الموقف جماعة الإخوان المسلمين الأمريكية فرصًا غير مسبوقة للتأثير في أعلى مستويات صنع السياسة الأمريكية.
على الرغم من سقوط العمودي في نهاية المطاف بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب بصفته ممولًا بارزًا للقاعدة، فقد وقع الضرر بالفعل، ويمكن القول انه مستمر حتى الآن.
هشام إسلام كان مستشارًا أول للشؤون الدولية وعمل في إدارة جورج دبليو بوش. كان إسلام، وهو مسلم، من مصر، بمثابة الرجل المعتمد لبرنامج البنتاغون للتواصل مع الجالية المسلمة. من بين الجماعات التي كان الوسيط بينها وبين وزارة الدفاع كانت الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA)، وهي فرع للإخوان، وهي التي تم اتهامها من وزارة العدل كمتآمر غير متهم، في محاكمة منظمة الأرض المقدسة المتهمة، بتهمة تمويل الإرهاب.
لؤي صافي مسلم سوري أمريكي شغل مناصب رسمية في ISNA الإخوانية، كممثل للدين الإسلامي في برنامج البنتاغون العسكري. تم تسمية صافي كمتآمر غير مدان في جمع تبرعات لتنظيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني الإرهابي.
على الرغم من هذه السيرة الذاتية الموثقة، تم تعيين صافي من قبل البنتاغون لتدريس الإسلام للقوات الأمريكية التي كانت على وشك المغادرة الي أفغانستان.
بقدر ما كانت هذه التطورات سيئة، أصبحت الأمور أسوأ بما لا يقاس بالنسبة للأمن القومي الأمريكي في ظل إدارة باراك أوباما. في حين أن الرئيس بوش ومعظم المطلعين في إدارته ظلوا غير مدركين أن الإخوان المسلمين قد تلاعبوا بهم، اختار أوباما ومستشاروه المقربون بشكل استباقي التواصل مباشرة مع جماعة الإخوان وفروعها ومؤيديها للحصول على المشورة والتدريب وحتى التعيينات الإدارية.
من المنتسبين البارزين الآخرين، الإخواني رشاد حسين، مبعوث إدارة أوباما إلى منظمة التعاون الإسلامي والمسؤول عن تقديم المشورة بشأن الأمن القومي والتواصل مع المسلمين. ساعد في كتابة خطاب الرئيس في القاهرة في يونيو 2009، والذي أعلن فيه أوباما عن مقاربة جديدة للعالم الإسلامي وأعلن الحرب بشكل أساسي على مضيفه، الرئيس الأسبق حسني مبارك، من خلال الإشارة علنًا إلى اعترافه بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
“هوما عابدين”، نائب رئيس موظفي وزيرة الخارجية في عهد هيلاري كلينتون. وكانت قد تدرجت في مناصب مختلفة منذ قدومها لأول مرة إلى البيت الأبيض كمتدربة في عام 1996، بينما كانت طالبة في جامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة، وهي الإخوانية التي ارتبطت عائلتها ارتباطًا وثيقًا بأفراد من القيادات العليا في جماعة الإخوان (26).
هذا الاختراق والتأثير في صناعة القرار الأمريكي كان في خلفيته أو الداعم الأكبر له منظمات اخوانية فعالة، وهي تضم في أمريكا الشمالية 29 منظمة تتفرع عنها العديد والعديد من المنظمات في شبكة معقدة مرتبطة ببعضها منها الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA) وجمعية الطلاب المسلمين (MSA) وجمعية الشباب العربي المسلم (MAYA) والصندوق الإسلامي لأمريكا الشمالية (NAIT) والمعهد الدولي للفكر الإسلامي (IIIT) وصندوق الأرض المحتلة (OLF) الذي أصبح فيما بعد مؤسسة الأرض المقدسة (HLF) وجماعات اخرى تعمل بشكل مستقل بدون اي صلة بينها او مع الاخوان المسلمين (27). يضاف عليها عشرات التنظيمات التي لا تعلن “اخوانيتها”، وهي قائمة طويلة لمنظمات وجمعيات طلابية واجتماعية تدور في فلك الإخوان، وهي منتشرة في عموم الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ومن هذه الجمعيات؛ مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، الذي يتم اختصاره بالإنجليزية بـ “كير”. ولـ “كير” منظمات تنتشر في أغلب الولايات الأمريكية، وفي كندا أيضاً، وكذلك تتضمّن القائمة منظمة “إيسنا”، وهي اختصار لاسمها الرسمي بالإنجليزية، ويعني “الدائرة الإسلامية لشمال أمريكا”. كما تسلّل الإخوان الي مدارس تحفيظ القرآن من خلالها للأطفال المسلمين في كندا. واستولوا على إدارة الكثير من هذه المدارس (28).
حركة الإخوان تستخدم الإنكار دائماً إذا وجهت لها أيّة اتهامات بالإرهاب واستخدام العنف في أمريكا الشمالية، وقد أوصى تقرير مهم الحكومة الكندية بعدم إعطاء معونات لحركة الإخوان المسلمين، واكد على أهمية الوصول لكشوفات التبرعات التي تتلقاها الحركة من مسلمي كندا وأمريكا، ومعرفة كيف تم جمع هذه الأموال، وكيف يتمّ حفظها، وأين تنفَق وتصرَف، وقد تعاملت كندا قبل عام 2014 بحزم مع نشاط المنظمات الإخوانية، خاصة فيما يتعلق بالنشاطات المالية وبطريقة أكثر نجاعة مما فعلته الحكومة الأمريكية في الفترة نفسها (29).
وسوف يتناول هذا البحث اهم وأكبر منظمتين اخوانيتين في أمريكا الشمالية:
كير.. أكبر منظمة اخوانية في أمريكا الشمالية
هي من اهم واكبر المنظمات في أمريكا الشمالية، ولها في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها 28 فرع في مختلف الولايات (30). في ديسمبر 2016 صنفت دولة الإمارات العربية المتحدة ما يعرف بمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “منظمة كير” كياناً إرهابياً. ونشر موقع “وورلد نت ديلي” شهادة “كريس جوباتز” التي ذكرها في كتابه “مافيا الدين”، وكشف من خلالها تجربته وطريقة تخفيه بين قادة منظمة “كير” وتمكن من الحصول على 12 ألف صفحة وثائق كان من المفترض أن يتم إعدامها في مقر كير في واشنطن، إلى جانب تسجيلات صوتية ومحادثات تدين مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية وتكشف علاقتها بتنظيم الإخوان ، وقام بنشر جميع المحتويات في صفحات كتابه الذي اشترك في تأليفه مع والده ديفيد جوباتز والصحفي الأمريكي بول سبيري.
وقال جوباتز إنه “يجب على الولايات المتحدة حماية نفسها من خطر مثل هذه الجماعات” كاشفاً أن منظمة كير، تعمل مع المتطرفين اليساريين من الجماعات الماركسية والاشتراكية، بسبب اشتراكهم في نفس طريقة التفكير والهدف وهو تمزيق نسيج المجتمعات لتحقيق أهدافها التوسعية والسياسية (31).
موظفو CAIR USA السابقون والحاليون لديهم تاريخ من الاتهامات بتمويل الإرهاب، وبنشاطات إجرامية. ومن بين موظفي كير الولايات المتحدة المتهمين راندال إسماعيل روير (تهمة حيازة الأسلحة والمتفجرات)، بسام خفاجي (الاحتيال المصرفي والتأشيرات)، غسان العشي (تمويل حركة حماس الإرهابية)، ونبيل سعدون (تم ترحيله لعلاقته بالإرهاب). كما تم توجيه اتهامات إلى أعضاء وجامعي تبرعات آخرين لصالح مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الأمريكية.
في كندا، حققت شرطة الخيالة الملكية الكندية مع الصندوق الدولي لإغاثة المنكوبين والمحتاجين (IRFAN). وهي واحدة من أربع تنظيمات للإخوان المسلمين تم تحديدها أثناء الإدلاء بشهادتها أمام مجلس الشيوخ الكندي في عام 2015. وكانت التنظيمات الأخرى هي الإغاثة الإسلامية الكندية والرابطة الإسلامية الكندية والمجلس الوطني للمسلمين الكنديين، المعروف سابقًا باسم CAIR CAN. CAIR CAN ، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية والعديد من المصادر الأخرى ، هو الفرع الكندي لـ CAIR USA.(32).
رغم هذه الاتهامات بتمويل ودعم تنظيمات إرهابية رفض قادة مجلس كير، طوال الوقت، معالجة المخاوف الجوهرية بشأن علاقاتهم بالجماعات المتطرفة، وكيانات تمويل الإرهاب. بل ولم ينكر المديرون التنفيذيون دورهم في نشر أفكار الإخوان. وانشطتهم المثيرة للقلق مثل تعاونهم مع شركة أزاد لإدارة الأصول، وشركة أمانة لصناديق الاستثمار المشترك، والجمعية الإسلامية المثيرة للجدل في بالتيمور- من الأهمية بمكان إلقاء الضوء على الأساس السياسي لمنظمة كير.
في أوائل التسعينيات، أعلن إبراهيم هوبر؛ مدير الاتصالات في كير، أن “النشاط السياسي الإسلامي لا يزال في مراحله الأولى.. لدينا الكثير من العمل للقيام به”.
أصبح هوبر، وهو أمريكي اعتنق الإسلام، واحدًا من أكثر الشخصيات والأصوات تأثيرًا في الترويج لقيم الإسلام السياسي في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وغالبًا ما يستخدم لغة غامضة خلال إجراء مقابلات معه، ويقدِّم حججه بحذر. ويشدِّد بعناية على أهمية العمل السياسي ونبذ العنف، ويحرص دائمًا على أن يظهر بمظهر “المعتدل”. لكنه في مقابلةٍ مع صحيفة “مينيابوليس ستار تريبيون” في عام 1993، قال “لا أريد أن أعطي الانطباعَ بأنني لا أريد أن تكون حكومةُ الولايات المتحدة إسلامية في وقتٍ ما في المستقبل، لكنني لن أفعل أي شيء عنيف للترويج لذلك (33)”.
هذا يعني ان تمهيد الأرض لأفكار الإخوان سيكون سلمياً، وهي إقامة “دولة الإسلام”، ولكن بمجرد ان تصبح قوة سوف يتم استخدام العنف، وربما ما يؤكد ذلك هو التدريب ، كما سبق الإشارة على استخدام السلاح.
إسنا (ISNA):
في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي تم تأسيس الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA)، التي تعتبر فرع جماعة الإخوان المسلمين ، وحلقة الوصل بين الجماعة الأم والتنظيم الدولي والإدارة الأمريكية، وخاصة البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي. بعد قدوم المئات من شباب المسلمين إلى الولايات المتحدة للدراسة وخصوصا في جامعات غربية كبيرة في الينويس، وانديانا وميتشيجان، فأسست رابطة شباب المسلمين في عام 1963.
وفي عام 1981 تحولت إلى الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية “ISNA” التي مولت في حينه من قبل بعض الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، ثم دخلت قطر وتركيا على الخط واصبحاهما الممولان الرئيسيان.
تسيطر “إيسنا”، بالتعاون مع الأمانة العامة الإسلامية في أمريكا الشمالية، على 50 إلى 80 % من المساجد في أمريكا وكندا.
المؤسس الأهم ل”اسنا” في أمريكا الشمالية هو الدكتور أحمد القاضي المراقب العام في الولايات المتحدة، المصري المولود في أغسطس 1940م. وقد لعب القاضي دورا حيويا في تأسيس العديد من المنظمات الإسلامية بالولايات المتحدة وغيرها من دول أمريكا الشمالية، كما أنه كان من العناصر البارزة في تلك المنظمات، مثل الجمعية الإسلامية في شمال أمريكا التي تتخذ مدينة نيويورك مقرا لها، وتمتلك في الوقت الراهن 22 فرعا في أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة، وكذلك منظمة الشباب المسلم في أمريكا الشمالية، والجمعية الطبية الإسلامية.
وقد نجحت “اسنا” في بناء علاقات قوية مع مؤسسات الدولة الأمريكية. باعتبارها تمثل الإسلام والمسلمين، ولذلك اختارت وزارة الدفاع الأمريكية اثنين من الإخوان أعضاء في “اسنا” ضمن برنامج تديره وزارة الدفاع، وهما عبد الرشيد محمد، مدير خدمات العبادة والوكيل المصدق بـ”إيسنا”، الذي خدم في الجيش الأمريكي ما يزيد عن 15 عاماً، ومنجي ملك عبد المتعالي نويل الابن. كما أعدت “إيسنا” مؤتمراً إسلامياً سنوياً تلقى فيه خطبٌ لرجال دين في الجيش وفي السجون الأمريكية ضمن برنامج “اختيار رجال الدين المسلمين في الجيش الأمريكي” أعدته قيادات البنتاجون في عام 1993.
لكن تغير الموقف قليلاً عندما اعتبرتها وزارة العدل الأمريكية، “متآمرة ” في جمع تمويلاتٍ لحركة حماس، فرع جماعة الإخوان في قطاع غزة، والتي تضعها الإدارة الأمريكية على قائمة المنظمات الإرهابية.
وقد وصف ستيفن شوارتز المختص بشئون الإسلام، “إيسنا” بأنها واحدة من “القنوات الرئيسية التي يمر عبرها الإسلام المتطرف للولايات المتحدة”، كما يرى ستيفن إيمرسن الخبير في قضايا الإرهاب، “إيسنا” جماعة متطرفة تختبئ تحت غطاء كاذب من الوسطية، حيث تقوم بنشر مجلة نصف شهرية بعنوان “آفاق إسلامية” والتي دائماً تمجد الميليشيات الإرهابية الإسلامية، بالإضافة إلى عقدها مؤتمرات سنوية تدعو لها قادة ميليشيات إسلامية وتعطيها المنصة لنشر العنف وخطابات الكراهية.
لكن مع وصول الرئيس الأمريكي بارك أوباما للبيت الأبيض تغير الموقف مجدداً لصالح “اسنا”، فقد اختار على سبيل المثال الإمام محمد ماجد رئيس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، ليكون مستشاره للشئون الإسلامية والعلاقة مع مسلمي أمريكا، رغم وجود صلاتٍ بين إيسنا وجماعات إرهابية عدة، من بينها تنظيم القاعدة.
ويتضح اكثر مدى تغلغل “اسنا” داخل المؤسسات الأمريكية، فمساعد المدير التنفيذي لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، توم هارينجتون، التقى في المقر الرئيسي بالإمام محمد حق مجيد، رئيس الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA) ، بل وقرر مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI اعتبار الجمعية قناة الاتصال الرسمية بينهم وبين الجالية الإسلامية الأمريكية (34).
في كندا أكدت الوكالة الحكومية للإيرادات، ان اسنا حولت 136 ألف دولار إلى منطقة إرهابية في كشمير، وطالبتها بوقف أي إنفاق لأي أموال خارج كندا. لكن القائمين على اسنا ادعوا ان هذه الأموال كانت لدعم المدنيين المسلمين المتضررين. أي انهم يستخدمون أموال الكنديين في دعم تنظيمات إرهابية. المزعج ان هذه الجمعية التي تمول الإرهاب، لديها مساجد ومدارس في كل انحاء كندا. وهو ما يعني انها دون شك تنشر انها أيديولوجيا الإخوان الإرهابية فيها (35).
الدكتورة كاثرين بولوك رئيسة ISNA- كندا الجديدة اعترفت بهذه المخالفات، ولكنها قالت ما هو غريب، وهي ان الذين فعلوا ذلك، ليسوا “إسنا” ولا يتحدثون باسمها!.
لكن على كل الأحوال فقد اعترفت بان سمعة الجمعية تضررت، وأنها ستحاول استعادة ثقة المجتمع الكندي مجدداً (36).
تأسست الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA) في عام 1982، وهي منظمة جامعة للعديد من التنظيمات المهنية مثل رابطة الطلاب المسلمين (MSA) ، و رابطة علماء الاجتماع المسلمين ، ورابطة العلماء والمهندسين المسلمين ، والجمعية الطبية الإسلامية. كما انضمت العديد من المجتمعات الإسلامية والمساجد إلى ISNA. تختلف هذه المنظمات المحلية التابعة في الحجم والعضوية والتكوين العرقي وأنماط القيادة. بغض النظر عن هذه الاختلافات، ينظر المسلمون المحليون إلى كل من هذه المراكز والمساجد الإسلامية على أنها صورة طبق الأصل عن المنظمة الأم ISNA.
تصف الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA) نفسها بأنها “منظمة عضوية مستقلة ومفتوحة وشفافة تسعى جاهدة لتكون منظمة إسلامية نموذجية وموحدة في أمريكا الشمالية من خلال المساهمة في تحسين المجتمع المسلم والمجتمع ككل. لكن الحقيقة التي تأكدت هي انها منظمة اخوانية.
في الولايات المتحدة أكدت الوثائق التي تم اكتشافها أثناء محاكمة مؤسسة “الأرض المقدسة” أن هذا التنظيم كان جزءًا من جماعة الإخوان الأمريكية. وأكدت المحكمة تسمية ISNA كمتآمر غير مدان في القضية، نتيجة لما وصفته وزارة العدل الأمريكية بـ “العلاقة الحميمة للمنظمة مع جماعة الإخوان المسلمين ولجنة فلسطين المتهمين في هذه القضية”. في عام 2009 ، حكم قاضٍ فيدرالي أمريكي قائلاً “لقد قدمت الحكومة أدلة كافية ضد جمعيات CAIR و ISNA و NAIT مع HLF ، والجمعية الإسلامية لفلسطين (” IAP “) ، ومع حماس”. تتمتع ISNA بتاريخ طويل من الأصولية ومعاداة السامية ودعم الإرهاب.
حاولت اسنا باستماته نفي علاقتها بالإخوان وبالإرهاب، لكن اتضح ان هذه محاولات كاذبة تمارسها كنوع من التقية. على سبيل المثال يعتبر الدكتور جمال بدوي قياديًا في العديد من أهم منظمات الإخوان المسلمين العالمية إلى جانب ISNA بما في ذلك مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (CAIR Canada) والمجلس الفقهي لأمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية الأمريكية (MAS) والمجلس الأوروبي للشؤون الإسلامية. الفتوى والبحوث والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
تواصل ISNA أيضًا الحفاظ على علاقات وثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين العالمية، مثل استضافة زعيم الإخوان المسلمين التونسي رشيد الغنوشي في مناسبتين على الأقل. الغنوشي هو زعيم مهم في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (IUMS) ، برئاسة زعيم الإخوان المسلمين العالمي يوسف القرضاوي والذي يضم أيضًا جمال بدوي كعضو (37).
الخلاصة:
* الإخوان المسلمين في أمريكا الشمالية، متوغلون في المؤسسات والمجتمعات، لأنهم يعملون منذ أكثر من 50 عاماً.
*فهموا تدريجياً طبيعة الغرب، وهو العمل من خلال مؤسسات وليس افراد، فهذا يكون أكثر تأثيراً.
* نتيجة عملهم الدؤوب احتكروا تمثيل الإسلام والمسلمين، ومن ثم احتكار المجال العام، والنفاذ بالأساليب التي تم شرحها للتأثير في صناعة القرار في أمريكا الشمالية. فالحكومات في أمريكا الشمالية تعامل معهم باعتبارهم وسيط بينها وبين المسلمين.
*يستثمرون الشعور بالذنب تجاه الأقليات في الغرب، بسبب التاريخ الإستعماري، خاصة في أمريكا الشمالية، ومن ثم استطاعوا الحصول على مكاسب ضخمة أهمها على الإطلاق اختراع “الإسلاموفوبيا”، وهو ما يمنع نقد ايديولوجيتهم.
*لأنهم يعملون منذ وقت طويل وحدهم، فقد استطاعوا ان يكونوا ممثلين وحيدين للإسلام والمسلمين امام المجتمعات ومؤسسات الدولة في أمريكا الشمالية والغرب كله.
*استفادوا من الجهل بأيديولوجيتهم التي هدفها تدمير الغرب نفسه.
اقتراحات بالحلول:
* عدم تكرار أخطاء الماضي، فلابد وقف الدعم المالي القادم من الشرق الأوسط، فالذي يستفيد منه هم الإخوان وحلفائهم من الإسلاميين، سواءً الذين يعلنون أو الذين لا يعلنون. والذي مكنهم في السابق من تأسيس البنية التحتية لهم في أمريكا الشمالية وفي الغرب كله.
*العمل على دعم المراكز الإسلامية التي ترفض وتحارب أيديولوجيا الإخوان في أمريكا الشمالية، ،بذلك يمكن كسر احتكارهم للإسلام والمسلمين، بصوت أخرى تكشف ايديولوجيتهم.
*بناء جسور بين القوى السياسية والاجتماعية التي ترفض الإخوان وحلفائهم وتعتبرهم خطراً يهدد بلدانهم.
1- عمر الغبرا – الصفحة الرسمية علي الفيس بوك:
https://www.facebook.com/oalghabra/posts/10157943473272960
2- القاهرة 24 – تاريخ النشر 12-8-2019 – لا يوجد اسم الكاتب:
https://cairo24.com/culture/330285/%d9%85%d9%86-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d9%8a%d8%b9%d9%85%d9%84-%d8%b6%d8%af-%d9%85%d8%b5%d8%b1
3- هلا كندا – تاريخ النشر 17-2-2020 – اسم الكاتب لا يوجد:
احمد عطية أول رئيس عربي مسلم لمجلس شرطة بيل ويعد بالتصدي للعنصرية الممنهجة
4-حفريات – تاريخ النشر 5-11-2020- اسم الكاتب حامد فتحي :
كيف تلاقت مصالح الإخوان والديمقراطيين حول إلهان عمر؟
https://hafryat.com/ar/blog/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA-%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%9F
5-بوابة الحركة الإسلامية – تاريخ النشر 17-9-2016 – اسم الكاتب لا يوجد:
“حضارة الجهاد”.. استراتيجية الإخوان في أمريكا الشمالية
http://www.islamist-movements.com/37332
6-مركز فرونتير للسياسة العامة ( Frontier Centre for public policy) – تاريخ النشر 14-10-2020 اسم الكاتب لا يوجد:
الإخوان المسلمون بحاجة إلى فحص
Muslim Brotherhood Needs Examination
7- – ويكيبديا الإخوان – تاريخ النشر 4-1-2003 – اسم الكاتب حسن البنا:
رسالة المؤتمر الخامس
https://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3
8– يوكيبيديا الإخوان – تاريخ النشر 10-2-2014 – لا يوجد اسم كاتب:
علاقة الإخوان المسلمين بتركيا
https://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8%AA%D8%B5%D9%86%D9%8A%D9%81:%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7
9– كتاب معالم في الطريق – المؤلف سيد قطب – الطبعة السادسة – الناشر دار الشروق – مصر – ص1
10- الجزيرة – تاريخ النشر لا يوجد – اسم الكاتب لا يوجد:
محمد الغزالي.. عالم مجدد ناهض الاستبداد والجهل
https://www.aljazeera.net/encyclopedia/icons/2016/10/23/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D8%AF-%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D9%84
11- كتاب مائة سؤال في الإسلام – المؤلف محمد الغزالي – الناشر دار نهضة مصر- الطبعة الثالثة عام 2005 – ص 221
12– موقع الشيخ الدكتور طارق عبد الحليم ( 17 – 6 – 2014): قيام دولة الإسلام بين الواقع والأوهام
http://tariq-abdelhaleem.net/new/Artical-72693
13- – كتاب عشاق الموت ” توم كويجان وسعيد شعيب – الطبعة الثانية بالإنجليزية – تاريخ النشر 28-5-2018 – الناشر موقع امازون – كندا
14- ويكيبيديا الإخوان – تاريخ النشر 30-6-2012 – اسم الكاتب لا يوجد:
الإخوان المسلمون في أمريكا الشمالية
https://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9
15-ار تي العربية – تاريخ النشر 4-11-2020 – اسم الكاتب لا يوجد:
ماكرون يوضح موقفه من الإسلام و”الانفصالية الإسلامية”
https://arabic.rt.com/world/1170406-%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%8A%D9%88%D8%B6%D8%AD-%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81%D9%87-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9/
16- ويكيبيديا الإخوان – تاريخ النشر 30-6-2012 – اسم الكاتب لا يوجد:
الإخوان المسلمون في أمريكا الشمالية
https://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9
17-مركز المسبار للدراسات والبحوث – تاريخ النشر إصدارات عام 2019 – عدة باحثين:
المسلمون في كندا وتحديات العيش معاً
18- معهد جيتستون (Gatestone Institute)- تاريخ النشر 15-4-2013 – اسم الكاتب Clare M. Lopez:
تاريخ اختراق الإخوان المسلمين للحكومة الأمريكية
History of the Muslim Brotherhood Penetration of the U.S. Government
https://www.gatestoneinstitute.org/3672/muslim-brotherhood-us-government
– مركز تريندز للبحوث والاستشارات – تاريخ النشر فبراير 2021 – اسم الكاتب وائل صالح:
“الإخوان” من خلال وثائقهم.. قراءة في الاستراتيجيتين السياسية والمالية للجماعة
20-مركز مكافحة الجهاد (Counter Jihad) – تاريخ النشر لا يوجد – اسم الكاتب لا يوجد :
مذكرة تفسيرية – خطة الاخوان
“An Explanatory Memorandum” – The Brotherhood’s Plan
21- مركز فرونتير للسياسة العامة ( Frontier Centre for public policy) – تاريخ النشر 14-10-2020 اسم الكاتب لا يوجد:
الإخوان المسلمون بحاجة إلى فحص
Muslim Brotherhood Needs Examination
22- جريدة الأهرام المصرية ( 30-8-2016) الكاتب :اسلام عزام – العنوان : وثيقة إخوانية تكشف خططا لتدمير المجتمعات فى كندا وأمريكا
http://www.ahram.org.eg/News/192008/135/548400/ملف-خاص/وثيقة-إخوانية-تكشف-خططا-لتدمير-المجتمعات-فى-كندا-و.aspx
19- مركز تريندز للبحوث والاستشارات – تاريخ النشر فبراير 2021 – اسم الكاتب وائل صالح:
“الإخوان” من خلال وثائقهم.. قراءة في الاستراتيجيتين السياسية والمالية للجماعة
20-مركز مكافحة الجهاد (Counter Jihad) – تاريخ النشر لا يوجد – اسم الكاتب لا يوجد :
مذكرة تفسيرية – خطة الاخوان
“An Explanatory Memorandum” – The Brotherhood’s Plan
21- مركز فرونتير للسياسة العامة ( Frontier Centre for public policy) – تاريخ النشر 14-10-2020 اسم الكاتب لا يوجد:
الإخوان المسلمون بحاجة إلى فحص
Muslim Brotherhood Needs Examination
22- جريدة الأهرام المصرية ( 30-8-2016) الكاتب :اسلام عزام – العنوان : وثيقة إخوانية تكشف خططا لتدمير المجتمعات فى كندا وأمريكا
http://www.ahram.org.eg/News/192008/135/548400/ملف-خاص/وثيقة-إخوانية-تكشف-خططا-لتدمير-المجتمعات-فى-كندا-و.aspx
23- مركز تريندز للبحوث والاستشارات – تاريخ النشر فبراير 2021 – اسم الكاتب وائل صالح:
“الإخوان” من خلال وثائقهم.. قراءة في الاستراتيجيتين السياسية والمالية للجماعة
24- ويكيبيديا الإخوان – تاريخ النشر 30-6-2012 – اسم الكاتب لا يوجد:
الإخوان المسلمون في أمريكا الشمالية
https://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9
25- معهد هودسون – تاريخ النشر 12-6-2019 – اسم الكاتب محمد علي ادريو :
التاريخ غير المكتمل بين أمريكا والإخوان المسلمين
The Unfinished History Between America and the Muslim Brotherhood
https://www.hudson.org/research/15136-the-unfinished-history-between-america-and-the-muslim-brotherhood
26- معهد جيتستون (Gatestone Institute)- تاريخ النشر 15-4-2013 – اسم الكاتب Clare M. Lopez:
تاريخ اختراق الإخوان المسلمين للحكومة الأمريكية
History of the Muslim Brotherhood Penetration of the U.S. Government
https://www.gatestoneinstitute.org/3672/muslim-brotherhood-us-government
27- ويكيبيديا الإخوان – تاريخ النشر 30-6-2012 – اسم الكاتب لا يوجد:
الإخوان المسلمون في أمريكا الشمالية
https://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9
28-كلود فورونت – تاريخ النشر 27-5-2014 – اسم الكاتب توم كويجين:
الإخوان المسلمون في أمريكا الشمالية (كندا / أمريكا)
The Muslim Brotherhood in North America (Canada/USA)
https://d3n8a8pro7vhmx.cloudfront.net/truthmustbetold/pages/93/attachments/original/1443021805/The_Muslim_Brotherhood_in_North_America.pdf
29- كتاب خطورة الإخوان المسلمين على كندا مع تحذير لأمريكا – تاريخ النشر لا يوجد – عدة باحثين
خطورة الإسلام السياسي على كندا مع تحذير لأمريكا
The Danger of Political Islam to Canada: (With a Warning to America)
30-
https://www.adl.org/education/resources/backgrounders/the-council-on-american-islamic-relations-cair
31-
https://24.ae/article/517295/%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%85%D8%A9-%D9%83%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A-%D8%A8%D8%AA%D9%85%D9%88%D9%8A%D9%84-%D9%82%D8%B7%D8%B1%D9%8A
32-مركز بيو للأبحاث (Pew Research) – تاريخ النشر 15-9-2010 – اسم الكاتب لا يوجد:
الشبكات والحركات الإسلامية في أمريكا الشمالية
Muslim Networks and Movements in North America
33-عين على التطرف في أوروبا – European Eye om Radicalization- تاريخ النشر 30-1-2020 – اسم الكاتب لا يوجد:
المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية.. كير والإخوان المسلمون
34- بوابة الحركات الإسلامية – تاريخ النشر 13-4-2014 – اسم الكاتب لا يوجد:
منظمة “إيسنا”.. ذراع الإخوان القوي داخل الإدارة الأمريكية
https://www.islamist-movements.com/2443
35- جلوبال نيوز Global NEWS – تاريخ النشر 1-10-2018 – اسم الكاتب Stewart Bell :
CRA تعلق ، وتفرض غرامات على مؤسسة خيرية إسلامية كبرى بسبب مخاوف من أنها قد تكون “وفرت موارد” لمسلحين
CRA suspends, fines major Islamic charity over concerns it may have ‘provided resources’ to armed militants
36- سي بي سي نيوز (CBC NEWS ) – تاريخ النشر 9-6-2018 – اسم الكاتب Fakiha Baig :
كيف تأمل أول رئيسة في اسنا كندا في التغلب على فضيحة كبرى
How ISNA-Canada’s 1st female chair hopes to overcome a major scandal
https://www.cbc.ca/news/canada/toronto/isna-seniors-forum-1.4734877
37- المراقبة العالمية للإخوان المسلمين (The Global Muslim Brotherhood Daily Watch) – تاريخ النشر 11-6-2013 – اسم الكاتب لا يوجد :
تحليل: تأهيل اسنا .. هل تغيروا حقًا؟
ANALYSIS: The Rehabilitation Of ISNA; Have They Really Changed?
رأي كاتب المقال يعبر عن وجهة نظره الشخصية و ليس بالضرورة يعكس راي الجريدة
المزيد
1